الشارقة ترمم مكتبة جيانينو ستوباني في إيطاليا

ميدار.نت - الشارقة
مال وأعمال
05 نوفمبر 2022
Cover

 

ميدار.نت - الشارقة
 
تبرع مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عن تبرعه بمبلغ 50 ألف يورو لمصلحة صندوق ترميم مكتبة جيانينو ستوباني في بولونيا بإيطاليا، مساهمة منه في إصلاح الأضرار الجسيمة التي خلّفها الحريق الذي ألّم بالمكتبة الشهيرة في مايو من العام الجاري.
وتعليقاً على دعم جيانينو ستوباني، قالت الشيخة بدور القاسمي، رئيسة لجنة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب: «أول ما تبادر إلى ذهني عند سماع خبر حريق جيانينو ستوباني، هو أننا كمجتمع نشر نحتاج إلى الالتفاف حول المكتبة ودعمها لتستعيد دورها الجوهري في قطاع النشر مجدداً. 
ويسعدنا أننا في مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لم نتوانَ عن تقديم الدعم لها في وقت تسعى فيه المكتبة جاهدة إلى إعادة افتتاح أبوابها مرة أخرى. وأشكر مارشيلا تيروسي، الأستاذة في جامعة بولونيا، التي سهلت التواصل مع مالكي مكتبة جيانينو ستوباني».

 

5 شابات طموحات
ويعود تاريخ تأسيس مكتبة جيانينو ستوباني إلى عام 1983 على يد خمس شابات طموحات تخصصن في أدب الأطفال أثناء دراستهن في جامعة بولونيا، وهنّ سيمونا كوميلي، وغرازيا جوتي، وتيزيانا روفيرسي، وسيلفانا سولا، وجيامباولا تارتاريني.
وظلت المكتبة مستقلة منذ تأسيسها، ونجحت ببناء سمعة قوية، بفضل خبرتها في مجال أدب الأطفال، لكونها أحد المستشارين الأساسيين لمعرض بولونيا لكتب الأطفال. كما كانت لسنوات عديدة مسؤولة أيضاً عن تنظيم «المكتبة الدولية» المتخصصة في الترويج لأفضل كتب الأطفال من جميع أنحاء العالم.
وإلى جانب تعاونها الوثيق مع معرض بولونيا لكتب الأطفال، كانت المكتبة أيضاً بمنزلة منصة أكاديمية وثقافية مهمة للأدب والنشر في جميع أنحاء إيطاليا وخارجها.
وكان لخبر اندلاع الحريق في وقت سابق من هذا العام، بالمكتبة الأيقونية الكائنة في قصر «بلازو ري إنزو»، وقع الصدمة على مجتمع النشر الذي هبّ إلى تقديم يد العون والمساعدة فيما بعد تعرض المكتبة وأكثر من 39000 مجلد لأضرار بالغة.
وإدراكاً لمكانة جيانينو ستوباني كمؤسسة أدبية مرموقة عالمية وما تعنيه خسارتها لمجتمع النشر العالمي، تم التواصل مع أسرة جيانينو ستوباني بتوجيهات من الشيخة بدور القاسمي، من أجل تقديم مساعدات فنية ولوجستية ومعنوية لا تقدر بثمن، إلى جانب المساعدات المالية الضرورية لإعادة بناء المكتبة على أسس أكثر أماناً في المستقبل، وإعادة افتتاحها بالكامل تزامناً مع احتفالاتها المرتقبة بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيسها.

 

إعادة ترميم
ويكافح أصحاب المكتبة حالياً لإعادة ترميم جيانينو ستوباني، وجمع ما يلزم من أموال لإعادة تزويد أرففها بالكتب. وقد بدأ العمل بالفعل في هذا المسعى؛ حيث تم إرسال ما مجموعه 27980 كتاباً تضررت جزئياً بالحريق إلى متخصصين لإصلاحها وترميمها، وهي مهمة باهظة الكُلفة بطبيعتها.
وبفضل الدعم الهائل الذي تلقته المكتبة والجهود المتضافرة التي بذلها العاملون بها ومجتمع النشر بشكل عام، تمكنت جيانينو ستوباني من إعادة فتح أبوابها جزئياً بعد 150 يوماً فقط من الحريق - تزامناً مع عودة الكتب التي تم إنقاذها بالفعل إلى الرفوف. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الإجراءات التي يتعيّن القيام بها من أجل إعادة فتح المكتبة بالكامل.
وأعربت سيلفانا سولا، المالكة الشريكة لجيانينو ستوباني، عن امتنانها للمساعدات التي تلقتها المكتبة، وقالت: «فخورون جداً بالدعم الذي تلقيناه من مجتمع النشر، لأنه بالفعل يعني لنا الكثير، ونود أن نشكركم جميعاً من عميق قلوبنا على كل ما بذلتموه من أجلنا، وعلى مشاعركم الرقيقة إزاء عملنا، والاهتمام الذي أظهره المجتمع الدولي تجاه كتب الأطفال. لقد كانت هذه المساعدة ضرورية لنا، والأهم أنها جعلتنا نشعر أننا لسنا وحدنا في هذه المحنة».
وأضافت: «صحيح أننا لم نتمكن بعد من فتح أبوابنا بالكامل، لكن مجرد القدرة على الترحيب بالقرّاء مجدداً - ولو بشكل متواضع، هي خطوة جوهرية ومهمة بالنسبة لنا، ونتطلع إلى الاحتفال معاً بولادة جيانينو ستوباني من جديد».
ويعد هذا التبرع السخي الذي قدمه مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب دليلاً آخر على التزام الشارقة بدعم قطاع النشر العالمي وإحياء المكتبات العريقة من خلال المشاركة المباشرة وتقديم الدعم الفني، وهو الالتزام الذي بدا واضحاً على مدى الأشهر الـ12 الماضية من خلال المساعدات التي قدمها المكتب إلى مجتمع النشر الأوكراني الذي تأثر بشدة من جرّاء الصراع الدائر هناك.