الأزمات الاقتصادية تدفع اللبنانيين إلى أفريقيا بحثاً عن حياة جديدة

ميدار.نت - أبيدجان
لبنان
الليرة اللبنانية
أفريقيا
11 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت - أبيدجان

تدفع الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان، أبناء البلد للبحث عن وجهات جديدة لتوفير حياة أفضل، وباتت أفريقيا واحدة من أهم الوجهات الحالية.

وتجذب ساحل العاج بشكل اللبنانيين لأنها تضم ​​أكبر جالية لبنانية في أفريقيا، ويقدر عددها حالياً بـ 100 ألف مواطن، وتقول السفارة اللبنانية هناك: “نلاحظ زيادة كبيرة في الطلبات المقدمة من اللبنانيين الراغبين في الاستقرار في ساحل العاج”.

ومن جانبها تقول موظفة في السفارة اللبنانية في أبيدجان وهي أكبر مدينة في ساحل العاج: "في الماضي، كان لدينا بشكل خاص مستثمرون يحملون معهم مشاريع. حالياً، نرى المزيد من الأشخاص يبحثون ببساطة عن عمل، خاصة وأن الهجرة إلى البلدان الأفريقية خلال الوباء كانت أسهل بكثير من الهجرة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة لأن الاتصالات الجوية إلى أفريقيا ظلت نشطة، وأصبح الحصول على التأشيرة أسهل بكثير".

وتابعت الموظفة: "وبشكل عام، كل ما هو مطلوب ممن يهاجر، هو خطاب دعوة من أحد أفراد أسرته المقيمين بالفعل هناك، ووصل البعض بتأشيرة سياحية ولكنهم وجدوا عملاً واستقروا".

ويمكن تفسير هذه الموجة الجديدة من الهجرة أيضاً بنمو الطبقات الوسطى في أفريقيا. “إن الطبقة الوسطى تنمو بسرعة هائلة في أبيدجان، وبالتالي فإن السوق ينمو، وعدد الفرص المتاحة للمهنيين في قطاع الخدمات، مجال خبرة اللبنانيين، آخذ في الازدياد. هناك المزيد والمزيد من النجارين وصانعي الأحذية ومصففي الشعر والفنيين والمشرفين".

وتعتبر تجربة مصفف الشعر اللبناني كريم، مثالاً رئيسي على نجاح بعض المهاجرين هناك ففي عام 2020، وصل بمفرده في البداية، وافتتح صالونا لتصفيف الشعر خاصاً به في داكار، وفي غضون ثلاث سنوات، انضم إليه العديد من اللبنانيين.

 ويضم فريقه الآن خبيرة تجميل ومصففي شعر متدربين وسكرتيرة، وجميعهم من نفس القرية.

 

التاريخ يعيد نفسه

وتعتبر علاقة اللبنانيين مع ساحل العاج قديمة، وتقول عالمة الأنثروبولوجيا، مروّة الشاب، التي أجرت تحقيقات مع رواد الأعمال اللبنانيين في أبيدجان وداكار وواغادوغو إن "أفراد الطبقة الوسطى الذين فقدوا كل شيء يجربون حظهم هنا. والتاريخ يعيد نفسه".

فالأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان أزمة منهجية أصابت القطاع المصرفي بأكمله بالشلل لمدة خمس سنوات تقريباً حرم خلالها المودعون من الوصول إلى أموالهم الخاصة من المؤسسات المالية وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98% من قيمتها مقابل الدولار منذ عام 2019، فيما وصل التضخم إلى مستويات قياسية مع ارتفاع السعر بنسبة 366% بين مارس 2022 ومارس 2023، بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء. ونتيجة لذلك، يشهد لبنان حاليا هجرة عقول غير مسبوقة.