ارتفاع درجات الحرارة يهدِّد بانتشار أمراض جديدة ويضع البشرية في خطر

Cover

ميدار.نت - دبي

كشفت دراسة حديثة في مجلة "Biological Reviews" عن تدهور الوضع البيئي والانقراض المتسارع لنصف أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تهدِّد بانتشار أمراض جديدة وتهدد بالخطر.

وقام الباحثون بتحليل أكثر من 70 ألف نوع في جميع أنحاء العالم، وشملت الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك والحشرات، لتحديد مدى تزايد أو انخفاض أو استقرار أعدادها عبر الزمن.

وأظهرت نتائج الدراسة أن نسبة 48% من هذه الأنواع تشهد انخفاضاً في أعدادها، في حين أن أقل من 3% فقط تشهد زيادة في أعدادها.

 

إنذار بالخطر

وعلّق دانييل بينشيرا دونوسو، مؤلف المشارك في الدراسة وعضو هيئة التدريس في كلية العلوم البيولوجية بجامعة "كوينز بلفاست"، على هذه النتائج بأنها تعتبر "إنذارًا شديدًا" للتدابير العاجلة لحماية التنوع البيولوجي على كوكب الأرض.

وحذرت البريطانية جيني هاريز، رئيسة وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، من التداعيات الصحية المحتملة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، حيث أشارت هاريز إلى أن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى تفشي أمراض جديدة تشكل تحدياً صحياً.

ومع ذلك، أعربت هاريز عن تفاؤلها حيال التطورات العلمية في مجال الوراثة، حيث يمكن أن يساهم ذلك في اكتشاف تلك الأمراض المحتملة في مراحلها المبكرة، وبالتالي التصدي لها بفاعلية.

وأكدت أنه على الرغم من التطورات العلمية، فإن مرض الإنفلونزا لا يزال يشكل خطراً حقيقياً ويتصدر قائمة المخاطر الصحية.

وأوضحت هاريز خلال تصريحاتها لوسائل إعلام محلية أن الطقس الحار وارتفاع كميات الأمطار الغزيرة وتشكل المستنقعات قد يؤدي إلى تغيير طبيعة الحياة البرية، مما يزيد من خطر انتقال الأمراض بين الحيوانات والبشر وتفشيها.

وأكدت أن احتمالات ظهور بيئة جديدة مليئة بالمخاطر تزداد بسبب الظروف المناخية الحالية في أوروبا.

وأشارت هاريز إلى فرنسا كمثال، حيث ظهرت حالات من حمى الضنك التي تنقلها البعوض، وعلى الرغم من عدم ظهور حالات مشابهة حتى الآن في بريطانيا، إلا أن هناك توقعات بأن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة قد يؤدي إلى دخول بعض أنواع البعوض إلى المملكة المتحدة في المستقبل.

وفي ضوء هذه الإشارات الحادة إلى التغيرات المناخية والتأثيرات الصحية المحتملة، يبدو أن مواجهة التحديات الصحية البيئية تتطلب تعاوناً عالمياً لاتخاذ الإجراءات الوقائية والتدابير الملائمة للحد من تفاقم هذه المشكلات في المستقبل.