ميدار.نت - روما

ابتكرت إيطاليا حلاً لمشكلة تكدس السياح في حديقة بومبي الأثرية، يتمثّل بتوزيع الزوار حول المواقع القديمة الأبعد، مع توفير تذاكر شاملة، وحافلات مكوكية بين المواقع.

وبموجب الخطة الجديدة سيكون الموقع بمثابة حديقة أثرية متناثرة تضم المناطق الأثرية في بومبي ذاتها، بالإضافة إلى الفلل في بوسكوريال القريبة، وأوبلونتيس (في مدينة توري أنونزياتا الحديثة) وستابيا، في كاستيلاماري دي ستابيا.

ووصف وزير الثقافة الإيطالي، جينارو سانجيوليانو، المشروع بأنه "متحفًا متناثرًا"، واعتبره برنامج للتعزيز المستدام للمواقع الأثرية في الحديقة (الأثرية)، والمنطقة المحيطة بها.

ورغم أن هذه المواقع بالفعل جزءًا من متنزه بومبي الأثري، لكن كان لها تذاكر منفصلة، كما أنّها متباعدة نسبيًا، إذ تمتد مواقع الحديقة على مسافة 8 أميال (13 كيلومترًا تقريبًا)، مع توفّر القليل من وسائل النقل العام بالنسبة لبعضٍ منها، وأسفر هذا الأمر عن تراجع عدد زوارها.

ففي حين زار 4 ملايين شخص بومبي عام 2019، تمكن 55 ألف فقط من رؤية الفيلا "أ" (ويُعتَقد أنّها كانت ملكًا للإمبراطور نيرون وزوجته الثانية، بوبايا سابينا التي قتلها) في أوبلونتيس، ووصل 52 ألف زائر فقط إلى فيلتَي "أريانا" و"سان ماركو" في ستابيا.

سياحة مفرطة

ورغم ذلك، فإنّ موقع بومبي يشهد سياحة مفرطة، إذ ارتفع عدد الزوار من أقل من 2.7 مليون عام 2014، إلى أكثر من 3.9 مليون بحلول عام 2019.

وفي يوليو من عام 2023، وصل زوار الحديقة لرقمٍ قياسي بلغ 21،141 شخص في يومٍ واحد.

وشَهِد عام 2023 أيضًا، إطلاق قطار مباشر فائق السرعة من روما إلى بومبي. ومع ذلك، يعمل القطار فقط يوم أحد واحد في الشهر، ما يزيد من عدد المسافرين خلال هذا النهار.

وكانت المدينة القديمة الموقع التراثي الأكثر زيارة في إيطاليا خلال مبادرة "Domenica al Museo" الأخيرة، ويُسمح خلالها بالدخول المجاني إلى المواقع التراثية التي تديرها الدولة في الأحد الأول من الشهر.

وفضلا عن كونها شاملة، ستكون تذاكر الموقع "المتناثر" صالحة لثلاثة أيام، مع توفّر حافلات مكوكية مجانية تربط جميع المواقع.

وبالإضافة للبطاقات والمواصلات، ستشهد هذه الخطوة إعادة افتتاح متحف "Antiquarium" بجوار فيلا "ريجينا" في بوسكوريال، وسيشمل المتحف غرفة مخصصة للحفريات الحالية في "تشيفيتا جوليانا"، تشمل العربة الاحتفالية التي عُثِر عليها في مارس من عام 2021.

وسيحصل "فيلا دي ميستيري" في بومبي أيضًا على إضاءة جديدة من شأنها محاكاة الإضاءة الأصلية في الفيلا بشكلٍ أفضل.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب "مشروع بومبي العظيم"، الذي بلغت كلفته 105 مليون يورو موّله الاتحاد الأوروبي. وشمل المشروع أعمال تجديد في جميع أنحاء الموقع خلال العقد الماضي.