إسبانيا تحتاج شهوراً من الأمطار المتواصلة لتعويض الجفاف

ميدار.نت - مدريد
الطاقة والبيئة
إسبانيا
24 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت - مدريد

كشفت وكالة الأرصاد الإسبانية أن بعض مناطق الأندلس وكاتالونيا، تحتاج لاستمرار الأمطار غير العادية لعدة أشهر متتالية لتعويض العجز، في إشارة منه لحجم مشكلة الجفاف التي تعانيها البلاد.

وتواجه إسبانيا أسوأ موجة جفاف منذ عام 1961 مع ندرة هطول الأمطار، وقالت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet)، إن الفترة 2022-2023 كانت جافة فى إسبانيا بشكل واضح حيث سقط 560.7 لتر لكل متر مربع؛ وهو أقل بنسبة 12% من المعدل الطبيعي.

 

تراجع الزيتون

وسببت الأزمات المناخية في خفض إنتاج زيت الزيتون إلى النصف، حيث أنتجت إسبانيا 1.5 مليون طن لعام 2023، كما نتج عن قلة الأمطار وموجات الحرارة المتكررة إجهاد شجرة الزيتون، وسقوط الثمار قبل موعد نضوجها للمستوى المطلوب.

وكنتيجة لهذه الظروف، ارتفع سعر زيت الزيتون هذا العام بنسبة 112% مقارنة بالعام الماضي، وفقا لتقرير نشرته وزارة الزراعة والأغذية الإسبانية الشهر الماضي.

 

رسوم بيانية مخيفة

ومن جانبه قال خوليو بيربل، الأستاذ بجامعة قرطبة وعضو لجنة خبراء الجفاف التابعة لحكومة الأندلس: "هناك العديد من الرسوم البيانية المخيفة"، في إشارة إلى السلسلة التاريخية التي يعدها إيميت سنويا ببيانات هطول الأمطار.

 كما يشير عالم المناخ صامويل بينر، "مع وجود تضاريس معقدة مثل تلك الموجودة في إسبانيا، فإن متوسط ​​معدل هطول الأمطار ليس مفيدًا جدًا".

وبدورها قدمت وزارة التحول البيئي والتحدي الديموجرافي ووزارة الزراعة والصيد البحري والأغذية في إسبانيا تقريراً حول إدارة الجفاف في عام 2023، وحذرت فيه من أن 14.6% من الأراضي الوطنية في حالة طوارئ بسبب نقص المياه و27.4% في حالة تأهب.

ويعتبر المزارعون، الذين يواجهون كل هذه المشاكل إضافة إلى التكاليف الإضافية، أن "التحول التكنولوجى في مجال الري ضروري للتمكن من مواجهة قلة الأمطار".

والسبب برأيهم لأن "الاستثمارات الجارية لا تكفى للتخفيف من نقص المياه"، ومما زاد من "الحاجة إلى الاستفادة منها بشكل أفضل فى مواجهة تغير المناخ".

بالإضافة إلى ماسبق، تسهم التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ في تفاقم العواقب المترتبة على ارتفاع مستوى استهلاك المياه، وخاصة لري المحاصيل الصناعية، مما يجعل الإجهاد المائى الذى نعانى منه فى العديد من مناطق شبه الجزيرة الأيبيرية مزمنا.

 ولهذا السبب، فقد طالبت حكومات عدة بلديات بوضع استراتيجية وقائية ضد الجفاف.

لكن الجفاف الطويل الذي تعانيه العديد من المناطق في إسبانيا يجعل من المستحيل الحفاظ على مخزون كافٍ لتوفير الاستهلاك العالي من المياه بأمان.

&nb