أول حالة اغتيال سياسي في اليابان منذ 90 عاماً

ميدار نت 08 يوليو 2022
Cover

توفي رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، الجمعة، متأثراً بإصابته بعد محاولة اغتياله من عسكري سابق أطلق النار عليه مرتين خلال تواجده تجمع انتخابي في  مدينة نارا، ظهر بعدها السياسي الشهير ممدداً على الأرض ومضرجاً بدمائه.

وأعلن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان وفاة آبي، رسمياً، بعد دقائق من إعلان الحكومة أن رئيس الوزراء السابق يرقد في حالة خطرة جداً، ويخضع لعمليات نقل دم، لإنقاذه من الموت، بعدما أصابه المهاجم مرتين ببندقية محلية الصنع. وتعد هذه أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وصرّح المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو لصحفيين، أنه «تم إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق آبي نحو الساعة 11:30 صباحاً في نارا. أوقف رجل يشتبه في أنه مطلق النار»، موضحاً أن «حالة آبي غير معروفة حالياً».

وأضاف ماتسونو: «أياً كان السبب، لا يمكن التسامح مع عمل همجي من هذا النوع، ونحن ندينه بشدة». وكانت محطة «إن إتش كيه» العامة، ذكرت قبيل ذلك أنّ رجلاً في الأربعين من العمر، أوقف بتهمة محاولة القتل بعد إطلاق النار على آبي، وضبط قطعة سلاح كانت بحوزته.

قال المستشفى الذي حاول إنقاذه إنه توفي الساعة 5:03 مساء بعد حوالي خمس ساعات ونصف الساعة من إطلاق النار عليه. وقال طبيب إن آبي نزف حتى الموت متأثرا بجرحين بالغين أحدهما في الجانب الأيمن من رقبته. ولم تكن لديه علامات حيوية عندما وصل إلى المستشفى.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على رجل يبلغ من العمر 41 عاماً يشتبه في أنه نفذ الهجوم. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن المشتبه به ويدعى تيتسويا ياماجامي قوله للشرطة إنه كان غير راض عن آبي وأراد قتله.

وكان رئيس الوزراء السابق البالغ من العمر 67 عاماً يلقي خطاباً في تجمع انتخابي، قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد عندما سمع أزيز رصاص، حسبما أوردت محطة «ان اتش كيه» و«وكالة كيودو للأنباء». وقالت شابة كانت في مكان الحادث للمحطة نفسها: إن آبي: «كان يلقي كلمة ووصل رجل من خلفه». وأضافت، أن «الطلقة الأولى بدت، وكأنها لعبة، ولم يسقط وسمع دوي انفجار كبير. الطلقة الثانية كانت أكثر وضوحاً، وتمكنا من رؤية الشرارة والدخان».

وتابعت: «بعد الطلقة الثانية أحاط به الناس وقاموا بتدليك قلبه». وقال مصدر من الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم لـ«وكالة جيجي» برس للأنباء: إن آبي وقع أرضاً، وكان ينزف من رقبته. وذكرت محطة «ان اتش كيه»، ووكالة كيودو أنّ آبي نقل إلى المستشفى، ويعاني على ما يبدو توقّفاً في وظيفة القلب والجهاز التنفّسي، وهي عبارة مستخدمة في اليابان قبل تأكيد الوفاة رسمياً. وأوضحت وكالات أنباء أخرى أن الرصاص أطلق على آبي من الخلف من بندقية على الأرجح.

في وقت سابق، أظهرت صورة لوكالة «كيودو» آبي راقداً على الأرض في الشارع، ووجهه للأعلى، والدماء تغرق قميصه الأبيض. وكان الناس متجمعين حوله وقام أحدهم بتدليك للقلب.

وقالت خدمات الطوارئ في نارا، إنه أصيب في الجانب الأيمن من رقبته والترقوة اليسرى. وقال شقيقه وزير الدفاع نوبو كيشي إن آبي أجريت له عملية نقل دم.وبثت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية لقطات حية لآكي زوجة آبي، وهي في طريقها بالقطار إلى المستشفى حيث كان يتلقى العلاج.

وكان آبي رئيس الوزراء الذي بقي في السلطة لأطول مدة في تاريخ البلاد. فقد شغل المنصب في 2006 لمدة عام، ثم من 2012 إلى 2020 عندما اضطر للاستقالة لأسباب صحية. وعبر سفير الولايات المتحدة لدى اليابان رام إيمانويل، الجمعة، عن شعوره «بالحزن والصدمة» لإطلاق النار على آبي «الذي كان زعيماً بارزاً لليابان وحليفاً لا يتزعزع للولايات المتحدة».

وأضاف أن «حكومة الولايات المتحدة والشعب الأمريكي يصليان من أجل راحة آبي وعائلته وشعب اليابان». وتطبق اليابان واحداً من أشد القوانين صرامة في مراقبة الأسلحة في العالم. وعدد القتلى في حوادث إطلاق نار في هذا البلد الذي يضم 125 مليون نسمة، ضئيل جداً.

وإجراءات الحصول على ترخيص بندقية طويلة ومعقدة حتى للمواطنين اليابانيين الذين يجب عليهم أولاً الحصول على توصية من جمعية الرماية ثم الخضوع لمراقبة صارمة من قبل الشر�