أوبرا سيدني تحتفل بعيدها الـ50 سنة وتسترجع حكاية المصمم "الغاضب"

ميدار.نت - سيدني
موسيقى وثقافة
أستراليا
21 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت - سيدني

بحفل فيه الكثير من المشاعر الجياشة واللحظات المضحكة في الوقت نفسه، واسترجعت أوبرا سيدني أمس الجمعة خمسين سنة من تاريخها العريق، وحكاية مصممها الذي غادر أستراليا غاضباً قبل انتهاء العمل.

واحتفلت سيدي بهذا الصرح الحضاري المصنف منذ عام 2007، على لائحة التراث العالمي لليونسكو التي وصفته بأنه "تحفة معمارية في القرن العشرين".

وقالت عنه اليونسكو "تجربة جريئة وذات رؤية كان لها تأثير دائم على الهندسة المعمارية الناشئة في نهاية القرن العشرين".

وأضافت أنه "يشمل جوانب إبداعية ومبتكرة عدة على صعيد الهندسة المعمارية والتصميم، مع بنية حديثة كبرى في مشهد بحري، على طرف شبه جزيرة مطلة على مرفأ سيدني".

وكانت الملكة إليزابيث الثانية، دشنت قبل خمسين عاماً، قاعة الحفلات الموسيقية التي يزورها أكثر من 11 مليون شخص سنوياً.

 

بداية مقعدة

وتعتبر قصة نشأة هذا المبنى الحضاري معقدة، لأن مصممه المهندس الدنماركي يورن أوتزون، لم يشهد افتتاحه ولا عمليات الانتهاء منه، لأنه ترك ورشة البناء عندما كانت هياكلها شبه بعد خلافات مع وزير الأشغال العامة في الولاية حول رؤية المشروع وميزانيته وتمويله، كما أنه ترك أستراليا كلها.

وترجع حكاية هذا المهندس إلى عام 1956، عندما فاز بمسابقة متقدماً على 232 مرشحا آخر، وفي السنة التالية، انتقل إلى أستراليا مع عائلته لبدء المشروع، لكن في 1966، غادر أوتزون المشروع غاضباً.

تابع المشروع الذي استمر 14 عاماً مهندسون معماريون آخرون، وعدّلوا بشكل جذري خططه للقاعات الداخلية لدار الأوبرا، ولم يعد جورن أوتزون إلى أستراليا أبدًا، وتوفي المهندس المعماري الأصلي للمبنى الشهير في كوبنهاغن عام 2008.

وارتفعت تكلفة البناء التي كانت مقدرة في البداية بسبعة ملايين دولار أسترالي، لتصل الى 102 مليون دولار أسترالي عند انتهاء أعمال البناء، والتي ضمت «الأشرعة» المقببة المتشابكة، المغطاة بأكثر من مليون بلاطة سويدية الصنع، قاعتين للعروض ومطعماً، تستند الى منصة خرسانية واسعة.

 

تأثر العائلة

قبل أيام قليلة من الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس المبنى، روى اثنان من أولاد أوتزون أمام جمهور دار الأوبرا عن التأثير الدائم الذي أحدثه المبنى على أسرتهم وحياة الآخرين.

وقالت ابنته «لين»، إنها كانت «تعيسة جداً» لمغادرة أستراليا حين كانت طفلة مع انتهاء عقد والدها بشكل مفاجئ.

كما شهدت الأوبرا أيضاً مغامرات مضحكة، ففي الثمانينيات، تم تركيب شبكة فوق حفرة الأوركسترا في مسرح جون ساذرلاند، بعد أن غادرت دجاجة كانت ضمن عرض أوبرا المسرح، وغطت على عازف التشيلو.