أسباب ظهور السوق السوداء وآثارها على العمالة والصناعة المحلية

Cover

ميدار.نت - دبي

يُطلق اسم السوق السوداء على المكان الذي يتم فيه تداول السلع أو الخدمات بشكل لا يخضع لقوانين البلد ورقابتها التجارية الحكومية، إما لأن السلعة نفسها غير قانونية، كبعض أنواع العقاقير والمخدرات، أو لأن سعرها يتجاوز السقف القانوني، فإما أن يكون أقل من السعر المحدد حكومياً أو أكثر منه.

وتعد السوق السوداء جزءاً من الاقتصاد الكلي في أي دولة، وتسمى أيضاً بالاقتصاد الموازي أو التحتي أو السري، بسبب عمليات البيع والشراء غير المشروعة فيها، والتي تتجاوز الإجراءات الحكومية. يقدر بعض خبراء الاقتصاد أن السوق السوداء تشكل 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

أسباب ظهور السوق السوداء

ظهرت السوق السوداء لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما ساد تقنين الاستهلاك الدول المشاركة في الحرب. فيما بعد، بدأت تظهر السوق السوداء في مختلف الدول كرد فعل على القوانين التي تتحكم في الاستهلاك، أو الأحداث الكبرى. بالتالي يمكن حصر أسباب ظهور هذه السوق فيما يلي:

_ القوانين التي تحظر بيع بعض السلع والخدمات.

_ قوانين التحكم في الأسعار.

_ فرض ضرائب باهظة على شراء بعض السلع والخدمات، حيث تباع هذه السلع ذاتها في السوق السوداء بأسعار أقل بسبب عدم وجود ضريبة على البيع.

_ المجاعات والحروب والأوبئة، وغيرها من الأحداث التي تؤدي إلى اختفاء بعض السلع لبيعها لاحقاً أو بشكل خفي بأسعار أعلى.

_ تطبيق سياسة تقشف في الدولة بهدف سداد الديون السيادية، حيث يؤدي فرض التقنين على المستهلكين إلى لجوء بعض التجار إلى بيع السلع المحظورة خفية.

 

كيف تعمل السوق السوداء؟

يتخذ البيع في السوق السوداء أشكالاً عديدة، منها:

_ بيع السلعة المهربة، والتي لا توجد عليها بالتالي ضريبة استيراد، فيكون سعرها أقل.

_ بيع السلع دون الإبلاغ عن الأرباح الناتجة، يعد شكلاً من أشكال عمل السوق السوداء.

_ بيع السلع غير القانونية، كالمسروقات أو المخدرات والعقاقير التي لا يجوز تناولها دون وصفات طبية، إضافة إلى الأسلحة والأعضاء البيولوجية، وصولاً إلى البشر.

_ بيع السلع المشروعة بطريقة غير قانونية، كتذاكر المباريات الرياضية والحفلات والرحلات.

 

ما المنتجات التي تباع في السوق السوداء؟

تعد السوق السوداء منفذاً لبيع جميع أنواع السلع والخدمات، ومنها:

_ الأسلحة.

_ المخدرات.

_ العملات، للتحايل على أسعار الصرف التي تحددها الحكومة.

_ الأدوية.

_ الكهربائيات.

_ الألبسة.

_ الكحوليات.

_ الأعضاء البشرية المستخدمة في العمليات الجراحية، وتسمى السوق السوداء التي تتعاطى هذا النوع من السلع بالسوق الحمراء.

_ البشر، بغرض استخدامهم للقتال أو للتجارة الجنسية.

_ التذاكر.

 

هل جميع السلع في السوق السوداء غير قانونية؟

لا تعد جميع السلع في السوق السوداء غير قانونية، بل التداول بحد ذاته، فعلى سبيل المثال، قد يتم تهريب الكحول أو السجائر إلى بلد ما، وبيعها بأسعار أقل من السعر الرسمي، هنا، تكون السلعة قانونية لكن صفقة البيع والشراء ليست كذلك، لأن السلعة وصلت بطريقة غير شرعية بهدف التهرب من ضريبة الاستيراد. ينطبق الأمر أيضاً على العقاقير الطبية، إنها سلعة مشروعة، لكن لها سوقاً سوداء مزدهرة يتم فيها إعادة بيع الأدوية الموصوفة.

 

عيوب السوق السوداء وآثارها على الاقتصاد

في حين تؤمن السوق السوداء الكثير من فرص العمل، يعد وجودها غير صحي على المدى الطويل، ومن أبرز عيوبها:

_ ضرب الصناعة المحلية بسبب عجزها عن منافسة المنتجات التي تباع في الأسواق السوداء بأسعار أقل.

_ تسهيل الوصول إلى السلع والخدمات الضارة صحياً واجتماعياً.

_ إمكانية الغش والتلاعب في مواصفات السلع، ما دامت غير خاضعة لأي رقابة قانونية أو معيار جودة.

_ عدم كفالة القانون لأي سلعة تباع في السوق السوداء، فإذا اشتكى المشترون من سوء سلعة ما، فلا تعتبر شكواهم ذات جدوى.

_ سهولة الإساءة للعمالة التي تشتغل في السوق السوداء، بحيث كثيرا ما يكون العمال منقوصي الحقوق وغير محسوبين على قانون العمل والتأمينات الاجتماعية.

_ خسارة الدولة لإيرادات الضرائب الناتجة عن أعمال البيع القانونية.

 

أخبار قد تهمك:

أضرار التهريب الجمركي ولماذا تلقى السلع المهربة إقبالاً

ما هو التهرب الضريبي وما الفرق بينه وبين التجنب