أزمة البنوك.. هل دويتشه بنك في خطر؟ (بقلم: حسين القمزي)

مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي
مقالات
البنوك
فيديو
30 مارس 2023
Cover

مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي
 

 

 انخفضت أسهم البنوك بشكل كبير خلال الأيام الماضية، كان هناك توتر منذ أن قررت الحكومة السويسرية دمج Credit Suisse في UBS في عملية بدت وكأنها انقاذ ضخم.
ولكن بمجرد انتهاء ذلك وقبل حتى ان نلتقط انفاسنا صار المستثمرون يتساءلون     عما إذا كان دويتشه بنك يمكن أن يكون مثل كريدي سويس!
هناك اختلافات اساسية بين دويتشه بنك وكريدي سويس، أولاً وقبل كل شيء، كان هناك تدفقات ضخمة للودائع الى الخارج وهذا ليس من الان بل بدأ في الخريف الماضي، ليس لدينا ما يشير إلى حدوث أي شيء من هذا القبيل في دويتشه بنك.
هناك أيضا اختلافات أخرى في دويتشه بنك. نعم تعرض دويتشه بنك لسلسة من المشاكل منذ سنة 2008 فقد كان أحد البنوك التي شاركت في احداث ازمة الرهن العقاري وقد تكبد خسائر كبيرة نتيجة لذلك.
وبعدها تم تغريمه لعدة أسباب ولكنه منذ ذلك الحين وضع كل مشاكل والفضائح في الماضي منذ مدة طويلة. البنك عمل على إصلاحات جوهرية وحقق ارباحاً مذهلة لعشرة ارباع متوالية.  
نعم هناك بعض المشاكل ولكنها صغيرة جدا وليست بذات تأثير على موقف البنك المالي القوي. لا أرى أي أمر يستحق خلق هذا التوتر.
يقولون إن المستثمرين قلقون بعض الشيء حول دفتر المشتقات الكبير جدًا الذي يتمتع به دويتشه بنك. ولكنه ليس أكبر بكثير مما تراه عادة في البنوك التجارية والاستثمارية الكبرى الأخرى، كما طرح المستثمرون أسئلة حول تعرض دويتشه بنك للعقارات الأمريكية التجارية ومرة أخرى تلك المخاطر هي من طبيعة العمل المصرفي وبالإمكان التحكم فيها.
لقد تم المبالغة في الذعر بشأن البنوك، وربما يكون أحد أسباب ذلك ان المنظمون أنفسهم قد بالغوا في رد فعلهم في إغلاق بنك سكنيتشر بعد فترة وجيزة من فشل بنك وادي السيلكون.
حتى الآن لا ارى حقًا أي سبب يجعل دويتشه بنك يتلقى عدوى التدافع على البنوك باستثناء بالطبع العامل النفسي، فهناك الكثير من التوتر إن الناس قلقون بشأن خطر انتقال العدوى من بنك الى بنك وحتى التأكيد للمستثمرين بحد ذاته أن يؤدي نتائج معاكسة وإلى نوع من القلق يؤدي الى إطلاق نبوءات متشائمة تقود الى الذعر.
وإذا اعتقد الناس بشيء حتى وان كان غير صحيح، يصبح هو الحقيقة.