ميدار.نت - باريس

كشفت صحيفة لو فيغارو الفرنسية، أن ضغوط المنتجين للتحول إلى الإنتاج الزراعي العضوي، لم تحقق غايتها المرجوة فحجم مبيعاتها تراجع بشدة في المتاجر الأوروبية في العامين الماضيين.

وضغط المنتجون في السنوات العشر السابقة، كما قدمت الحكومة دعماً مالياً لتحقيق التحول إلى الزراعة العضوية.

 تنوي فرنسا العام المقبل إيقاف دعمها ما دفع الكثيرين لإعادة حساباتهم والتفكير في التخلي عن هذا النوع من الزراعة والإنتاج.

 وتحدث أحد منتجي الحليب، عن نيته العودة إلى الطريقة التقليدية لإنقاذ عمله.

وبيّن المنتج الفرنسي، أنه حول في عام 2019، مزرعته إلى عضوية، واستفاد لأربع سنوات من مساعدة الدولة للحفاظ على الزراعة العضوية.

وأوضح مكسيم أنه بدون الدعم الحكومي، سيكون من المستحيل تلبية احتياجات تشغيل مزرعته.

وتأتي شهادة مكسيم بين شهادات أخرى تتكاثر في الأرياف الأوروبية، وهذا يفسر تراجع أعداد المرشحين للتحول إلى الزراعة العضوية شيئا فشيئا، كما أوضحت الأرقام الصادرة عن الوكالة البيولوجية يوم الخميس الماضي.

وتابعت الأرقام، رغم أن عدد المنتجين المتحولين إلى "البيو" في عام 2022 بلغ (5330) وهو أعلى من أولئك الذين تخلّوا عنه البالغ عددهم (3290)، لكن الفجوة تضيق مع الوقت بشكل خطير.

وفي قطاعات معينة مثل لحم البقر أو الدجاج، من المرجح الآن أن يعود المزارعون إلى أساليب الزراعة التقليدية.

بداية الأزمة

ظهرت بدايات أزمة تراجع الطلب على منتجات البيو في نهاية كوفيد، وتسارع هذا الاتجاه بشكل حاد منذ الموجة التضخمية للملصقات الغذائية.

وانخفضت نسبة المبيعات 7.6% في محلات السوبر ماركت في عام 2022، ثم انخفض حجم مبيعات المنتجات العضوية بنسبة 14% منذ بداية هذا العام، وهذا أسرع بثلاث مرات من جميع المنتجات الاستهلاكية في فرنسا مثلا.

وأكدت وكالة المنتجات العضوية، هذا التراجع التي قدّرت الانخفاض في إجمالي استهلاك المنازل بنسبة 4.6% في عام 2022، أي ما يقرب من 600 مليون يورو في حجم المبيعات الناقصة في سوق المنتجات العضوية.

أسباب التراجع

ومن المرجح أن سبب الانخفاض هو حالة التضخم التي أصابت البلاد، ودفعت المستهلكين للتخلي عن المنتجات ذات السعر الأعلى، والتي من بينها المنتجات العضوية.

ومن تفسيرات أسباب الانخفاص، وفرة الملصقات، التي تزيد الارتباك المتزايد في أذهان المستهلكين، الذين هم الآن مغرمون بالمنتجات المحلية.

والغذاء العضوي، هو طعام يُنتج دون استخدام الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية، وعوامل النمو والإضافات الصناعية للأعلاف الحيوانية والكائنات المعدلة وراثيا، وبما يتوافق مع التشريعات في البلد الذي تنتج فيه.