ميدار.نت - دبي

لم يكن غريباً أن ترتفع أسعار تذاكر الطيران مع بدء الفك التدريجي لحظر الطيران في نهاية "زمن كورونا"، فالشركات كانت متعطشة لتعويض بعض من خسائرها.

لكن الغريب أن الأمر استمر منذ ذلك الوقت قبل نحو 3 سنوات حتى الآن، أما النبأ غير السار للمسافرين أن هذه الظاهرة ستبقى مستمرة لعدة سنوات على الأقل، وفق ما يقول الرئيس التنفيذي لشركة "راين إير"، مايكل أوليري.

وبات الوصول إلى شتى الدول حول العالم متاحاً، فيما تتوقع شركات الطيران أن تحقق أرباحا لا بأس بها بعد عودة رحلات العمل والترفيه إلى مستواها الذي سبق الجائحة.

لكن السؤال المطروح، بحسب شبكة "بلومبرغ" الإخبارية الأميركية هو لماذا لا تزال أسعار التذاكر باهظة؟

وتقول "بلومبرغ" إن هناك نقصاً في عدد الطائرات، إذ عملت شركات الطيران على تعطيل جزء كبير من أساطيلها لأن الطلب على السفر جوا كان ضعيفا جدا في بداية الجائحة، ولذلك لم يكن هناك حاجة إليها، ولا يمكن إعادة هذه الطائرات إلى العمل بالسرعة ذاتها.

المسافرون مستعدون للدفع

سبب آخر يفسر الارتفاع، هو أن المستهلكين مستعدون لدفع أسعار أكبر لقاء التذاكر بعد حرمانهم من فرصة السفر، وفي بعض الأحيان وصل الأمر إلى 3 سنوات من الحرمان.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع "Booking" المتخصص في الحجوزات شمل 25 ألفا من البالغين الذين يخططون للسفر خلال الأشهر 12- 24 المقبلة، أنهم يريدون السفر أكثر تعويضا عن الفرص الضائعة.

ويقول ماركوس غيريرو، وهو مدير بارز في شركة سفر عبر الإنترنت، إنه حتى مع ارتفاع أسعار بعض الرحلات مقارنة بما كانت عليه في السابق، فلا يزال كثير من الناس يرون في السفر قيمة تستحق الإنفاق.

ارتفاع الرواتب

وتعرضت شركات الطيران لخسائر هائلة قدرت بنحو 200 مليار دولار بسبب جائحة "كوفيد- 19"، وخسر هذا القطاع عشرات الملايين من الوظائف.

وعندما استعادت شركات الطيران تعافيها مع عودة الطلب على السفر، واجهت هذه الشركات عقبات كبرى في التوظيف، لكون كثير من الموظفين السابقين بحثوا عن وظائف أخرى أكثر استقرارا.

ولم يؤد النقص في الأيدي العاملة إلى حدوث اضطرابات في حركة الرحلات الجوية فحسب، بل أدى إلى رفع كلفة استقطاب الموارد البشرية والحفاظ عليها، وهذا يعني رفعا للرواتب وبالتالي رفعا لأسعار التذاكر.

&nb