19 دولة عربية تشكو ندرة الماء.. فكيف تنجو الزراعة؟

Cover

ميدار.نت - دبي

تعاني 19 دول عربية من ندرة مائية، ولا يوجد سوى 3 دول غنية مائياً أو فوق خط الفقر المائي، هي موريتانيا والعراق والسودان، وحتى العراق بعد السدود (التي تبنيها تركيا وإيران على منابع أنهار العراق) أصبح أمنه المائي مهدداً، وفق التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية الذي صدر مؤخراً.

ويضرب تغير المناخ بكل قوته في المنطقة العربية، مهددا أهم مواردها الطبيعية، وهي المياه، وسط تحذيرات أصدرتها الأمم المتحدة من زيادة الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة نتيجة ندرة المياه، بحسب ما أكده موقع سكاي نيوز العربية.

 

دبلوماسية المياه

وقدم متخصصون وأكاديميون مجموعة من الحلول للتعامل مع هذه المشكلة، أبرزها الترشيد العلمي والتعاون. 

وقال الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) رولا عبد الله دشتي، إن المنطقة ليست على المسار الصحيح في ملف المياه.

وأضافت، خلال ندوة نظمتها اللجنة بالتعاون مع جامعة الدول العربية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في نيويورك بحضور وزراء ومسؤولين وخبراء، إن 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون لمياه الشرب، و90% من السكان يعيشون في بلدان نادرة المياه.

ودعت إلى ضرورة الالتزام بـ"دبلوماسية المياه" بين الدول، عبر التعاون في مجال المياه عبر الحدود.

 

المنطقة الأكثر جفافا

بدوره، قال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة "فاو" الدكتور نادر نور الدين، إنه ليس من السهل تنمية الموارد المائية كالأنهار والبحيرات العذبة والأمطار، لأنها ثابتة في العالم، بينما عدد السكان في ازدياد.

وأضاف أن المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم جفافا، والأمطار قليلة، أما نسبة التبخر فمرتفعة، كما لا توجد أنهار فيها سوى في لبنان وسوريا والعراق ومصر والسودان، فيما يعتمد الأغلبية على المياه الجوفية.

وأشار إلى أن المناخ الصحراوي أيضا عامل مؤثر، حيث أن 80% من مساحة المنطقة العربية صحراوية.

ونبّه أستاذ الموارد المائية إلى دور سوء الاستهلاك البشري في تهديد المتوفر من المياه.

وأشار إلى أن بقاء الزراعة في أماكن كثيرة بنظم الري التقليدية يهدر المياه، معتبراً أن الحل هو تطوير نظم الري، خاصة أن الزراعة تستهلك من 80% - 90% من مياه المنطقة.

كما تطرق إلى أن البذخ في الاستهلاك المنزلي يهدد أيضا الأمن المائي، والحل في برامج التوعية.

 

سيناريو مقلق

وأوضح أن تغير المناخ الناجم عن سوء تعامل الإنسان مع البيئة تسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يعني زيادة التبخر، وفي نفس الوقت زيادة استهلاك البشر والنباتات للمياه، وأن ارتفاع الحرارة سيزيد استخدام المكيفات التي تستهلك بدورها مياه.

وستزيد الحرارة المرتفعة مستوى سطح البحر (بذوبان الأنهار الثلجية)، ما يعني أن تطغى مياه البحر المالحة على الأراضي الزراعية المجاورة له، فتحتاج لمياه عذبة لغسيلها.

ما سبق يعني الحاجة لمعالجة مياه المخلفات الصناعية والزراعية والصرف الصحي، وهو أمر مكلف للغاية.

&nb