تنتشر كثير من الدراسات والمقالات وحتى التجارب العملية لاستخدام الموسيقى كعلاج يساهم في شفاء من الأمراض، كما عرفت شعوب عديدة، ومنها العرب، العزف الموسيقي في البيمارستانات أو المشافي منذ قرون طويلة.
بدورها، اعتبرت عالمة الاجتماع المتخصصة في العلوم والمعتقدات رومي سوفاير، أنّ ثمة احتمالاً في أنّ يكون العلاج لدى المريض متأخراً، أو أن يكون هؤلاء فقدوا الأمل عندما يعتقدون أن هذا العلاج البديل يحل مكان الطب التقليدي.
وأضافت أن الاستماع إلى النغمات هو طبعاً أكثر إمتاعاً من الخضوع لعلاج كيميائي، أو من أن يعرف المريض ألّا علاج لحالته.
وتنتشر عبر مواقع التواصل، بصورة كبيرة، مقاطع فيديو تبث موسيقى هادئة، يُقال إنها تسهم في معالجة المرضى المصابين بالسرطان، في خطوة مربحة أحياناً، لكن قد تنطوي على خطورة في حال دفعت المريض للتخلي عن العلاج الطبي.
وحصدت مقاطع فيديو تحمل عنوان «الصولفيج المقدس»، ومرفقة بوسم «صولفيجيو فريكونسيز»، أكثر من 42 مليون مشاهدة عبر «تيك توك».
وتتمثل هذه الفكرة الشائعة التي يؤمن بها كثيرون في إسناد مزايا علاجية مختلفة إلى نغمات موسيقية.
وبينما يكتفي عدد من مستخدمي الإنترنت بالتشديد على الخصائص المهدئة أو الروحانية لهذه النغمات، يؤكد آخرون أنها قادرة على معالجة «حب الشباب والسرطان والإنفلونزا، والقضاء على السموم وتحفيز جهاز المناعة وتطهير الالتهابات».
وتنتشر عبر تطبيقي «سبوتيفاي» و«ديزر»، مقاطع بعنوان «تدمير الخلايا السرطانية من خلال الصولفيج المقدس» أو «الصولفيج المقدس، الموسيقى العلاجية لتفعيل الحمض النووي».
وضعت جمعية العلاج بالموسيقى الأمريكية (AMTA) تعريفاً راسخاً للعلاج بالموسيقى، جاء فيه : "العلاج بالموسيقى هو الاستخدام السريري القائم على الأدلة للتدخلات الموسيقية، لتحقيق أهداف فردية ضمن علاقة علاجية بواسطة محترف معتَمد".
يدمج المعالجون بالموسيقى أساليب وأدوات للمساعدة على تحقيق الشفاء للمرضى.
وتقول ميا كرينجز، مشرف التدريب السريري والمعالج الموسيقي المعتمد: "يكون العلاج بالموسيقى فعالًا بشكل فريد بسبب تأثير الموسيقى في الدماغ، إذ يساعد على المرونة العصبية"، وتشير المرونة العصبية إلى كيفية إنشاء عقلك اتصالات عصبية جديدة، أو بعبارة أخرى، قدرتك على التعلم وتجربة أشياء جديدة.
وأظهرت الأبحاث أن الاستماع إلى الإيقاعات يمكن أن يحفّز إطلاق الدوبامين (هرمون السعادة)، وهو ناقل عصبي جيد.
وتوضح كرينجز أن الموسيقى أيضاً "تخلق إشارة واضحة للدماغ لمعالجة وفهم المعلومات".
تشير إحدى المقالات العلمية، بحسب موقع "إيفريداي هيلث" الطبي، إلى أن الموسيقى جزء أساسي من التجربة الإنسانية التي تبدأ في بداية حياتنا وتربطنا ببعضنا.
كانت الموسيقى مكونًا مهمًا للثقافات والمجتمع -وقد اكتُشفت فوائدها الصحية منذ أرسطو وأفلاطون- لكن لم يكن ذلك إلا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، عندما بدأ الاعتراف بالعلاج الموسيقى في العصر الحديث كممارسة صحيحة.
في الأربعينيات من القرن الماضي، بدأت الجامعات إنشاء برامج العلاج بالموسيقى، وبدأ قسم تعليم الموسيقى بجامعة كانساس، أوّل برنامج للحصول على درجة الدراسات العليا في العلاج بالموسيقى في الولايات المتحدة.