"أبنية البطاطس" مدعومة بالدموع والدم.. هذا مستقبل البناء في المريخ

ميدار.نت - مانشستر
المريخ
الفضاء
24 يوليو 2023
Cover

ميدار.نت - مانشستر

"إذا كان غراء نشاء الأرز اللزج استخدم في بناء سور الصين العظيم، فماذا لا يستخدم النشاء في أعمال أخرى"، من هذا التساؤل انطلق باحثون أرادوا صنع خرسانة يمكن استخدامها في المريخ.

وبعد عدة تجارب، ابتكر علماء في جامعة "مانشستر"، خرسانة غريبة المواصفات، أطلقوا عليها اسم "StarCrete"، اعتبروها الحل الأمثل لنقل المواد الثقيلة إلى الكوكب الأحمر.

والغرابة في هذه الخرسانة أنها مصنوعة من نشاء البطاطس، مضافاً إليها الدم والبصاق والدموع.

    يعمل النشاء عمل الغراء، ويمكن لكيس واحد بوزن 25 كيلوغراما من البطاطس المجففة أن يصنع ما يقرب من 213 طوبة، مع العلم أن المنزل العادي في الأرض يحتاج إلى 7500 طوبة.

ولكن من أين جاءت هذه التركيبة، وكيف جمع الباحثون هذه المكونات مع بعضها البعض، وهنا قال الباحث الرئيسي آليد روبرتس: "كنا نطور حرير العنكبوت الاصطناعي كغراء ومادة رابطة، لكننا وجدنا بالصدفة أن بروتينا في الدم يعمل بشكل أفضل".

   وشرح الباحث: "يحتوي البصاق على إنزيم نشط يسمى الأميلاز، وهو قادر على تحليل النشا إلى سلاسل أقصر وبالتالي تحولها إلى غراء أفضل".

    تابع قائلا: "حتى أنني ضحكت عندما بدأت بالبصق في تجاربي، لكني أعتقد أن المادة النهائية كانت قوية حقًا".

ولم يكن مستغرباً بالنسبة للعلماء التفكير بالنشاء لأنه يوجد أدلة على استخدام غراء نشا الأرز اللزج في بناء سور الصين العظيم، كما أن النشاء غذاء رئيسي لرواد الفضاء ويتم إنتاجهم لأجلهم.

   وأوضح هذه النقطة روبرتس: "نظرا لأننا سننتج النشا كغذاء لرواد الفضاء في كلتا الحالتين، فلن تحتاج StarCrete إلى أي تقنية أو معدات إضافية. وهذا يبسط المهمة ويجعلها أرخص وأكثر جدوى".

 

فائدة بيئية

واللافت في هذه التجربة، أن تأثيرها لن يقتصر على المريخ فقط، حيث يعتقد الباحثون أن هذه الأحجار ستكون بدائل للخرسانات الأسمنتية على الأرض، وبالتالي سيكون لها نتائج بيئية.

وقال روبيرتس: "إنتاج الخرسانة يؤدي لنسبة هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 8 %، لذلك نحن بحاجة إلى تطوير بدائل خضراء ومستدامة، يمكن تطوير المواد الحيوية مثل StarCrete لاستخدامها على الأرض نظرا لأن المواد الحيوية تُصنع في ظل درجات حرارة منخفضة وظروف حميدة".

    أضاف: قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نصل إلى "منازل البطاطس" على المريخ، ولكن بفضل فريق جامعة مانشستر، فإن الاحتمال ليس غريبًا كما يبدو.