عادت مركبة الفضاء "فوياجر 1" إلى العمل، حيث استأنفت مهمة ناسا الشهيرة عملياتها المعتادة بعد توقف دام لمدة شهر في الاتصالات.
وأوقفت "فوياجر 1" في أواخر أكتوبر الماضي، أحد أجهزة الإرسال اللاسلكية الخاصة بها، ما أجبر فريق المهمة على الاعتماد على وحدة احتياطية، عبارة عن جهاز إرسال أضعف لم يتم استخدامه منذ عام 1981. وتمكن فريق المهمة، في وقت سابق من هذا الشهر، من تشغيل جهاز الإرسال الراديوي الرئيسي للمركبة الفضائية، والذي يسمى "جهاز إرسال النطاق إكس" (X-band radio transmitter)، واستأنف جمع البيانات الثمينة من الأجهزة العلمية الأربعة العاملة في المركبة.
وتعد المهمة التي أطلقت في عام 1977، أول مركبة فضائية تعبر حدود النظام الشمسي متجهة نحو الفضاء السحيق البينجمي، وفي عام 2012 أصبح مسبار "فوياجر 1" رسميا أبعد جسم من صنع الإنسان عن الأرض.
وتبعد "فوياجر 1" حاليا 24 مليار كم (15 مليار ميل) عن الأرض، ما يجعل صيانتها تزداد صعوبة بمرور الوقت.
وأدرك فريق العلماء الذي يشرف على المهمة في شهر أكتوبر الماضي، أن هناك شيئا غير طبيعي في التواصل مع "فوياجر 1" عندما فشلت المركبة الفضائية في الاستجابة لأمر ما. واتضح أن نظام حماية الأعطال في المركبة الفضائية أوقف "جهاز إرسال النطاق إكس"، والذي يستجيب تلقائيا للمشاكل التي تؤثر على المهمة، بعد أن قام المهندسون بتشغيل أحد سخانات المركبة الفضائية.
واستشعر نظام حماية الأعطال أن مركبة "فوياجر 1" كانت منخفضة الطاقة، وبالتالي سعت إلى إيقاف تشغيل نظام غير ضروري. وأوقفت المركبة بالفعل جميع الأنظمة غير الضرورية طوال مهمتها، باستثناء أربعة من أجهزته العلمية. ولم يتبق أمامها خيار آخر، فأوقف نظام حماية الأعطال "جهاز إرسال النطاق إكس"، وتشغيل جهاز إرسال النطاق "إس" الأضعف بدلًا منه، والذي يستخدم طاقة أقل.
وعمل فريق المهمة على إعادة تشغيل "جهاز إرسال النطاق إكس" الخاص بها، نظراً لأهمية الاتصال بالمركبة الفضائية، ويقوم الفريق حالياً بتنفيذ بعض المهام المتبقية لإعادة "فوياجر 1" إلى حالته الطبيعية، مثل إعادة ضبط النظام الذي ينسق بين أجهزة الكمبيوتر الثلاثة الموجودة على متن المركبة.
ويعاني كل من مسباري "فوياجر 1 و2" من انخفاض في الطاقة بعد 47 عاماً من السفر عبر الفضاء السحيق.
ويتم تزويد المركبتين بالطاقة من حرارة اليورانيوم المتحلل، التي يتم تحويلها إلى كهرباء. وتفقد المركبات الفضائية المتقادمة كل عام، نحو 4 واط من الطاقة. ومن أجل الحفاظ على طاقتها، قام فريق المهمة بإيقاف أي أنظمة غير ضرورية لإبقاء "فوياجر 1 و2" تحلق عبر الفضاء.
ويعد "فوياجر 1" من المركبات الفضائية المفضلة لدى العلماء، حيث يوفر بيانات ثمينة حول النظام الشمسي وما بعده منذ عقود. وقد مر المسبار على طريقه نحو الفضاء بين النجوم، بالقرب من كوكبي المشتري وزحل واكتشف قمرين من أقمار المشتري، "ثيبي" و"ميتيس"، بالإضافة إلى خمسة أقمار جديدة وحلقة جديدة تسمى "حلقة جي" حول زحل.