في 25 أكتوبر 1985 أقلعت طائرة من دبي إلى كراتشي..
لم تكن رحلة عادية.. بل كانت انطلاقة تحقيق حلم من أحلام دبي بتشغيل شركة طيرن خاصة بها..
وهكذا انطلقت أول رحلة لطيران الإمارات وعلى متنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وشقيقه المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد..
نجحت الشركة منذ ذلك اليوم قبل 39 عاماً بتخطي الصعاب، وتسجيل النجاحات لدولة الإمارات ودبي، حتى بلغ دخلها الإجمالي خلال عام واحد حالياً 137 مليار درهم.
فكيف بدأت القصة؟ ومن كان مدير الشركة الشاب المتخرج حديثاً من الولايات المتحدة الأمريكية؟
الإجابة تأتي في كتاب قصتي للشيخ محمد بن راشد، حيث يروي سموه:
استدعيتُ مدير شركة الخدمات الجوية "دناتا" في دبي موريس فلاناغان في العام 1984 إلى مكتبي لأستشيره في حلم طالما راودني إنشاء شركة طيران خاصة بنا في دبي، شركة طيران لا تكون حكومية بل خاصة، خلافاً لواقع الحال في جميع الدول العربية، شركة تعمل وفق أنظمة القطاع الخاص وتكون لها الاستقلالية التامة والاستدامة المالية.
قال لي موريس: "بالتأكيد يا صاحب السمو يمكن إعداد دراسة عاجلة حول ذلك. طلبت منه الاستعجال، ثم طلبت إعداد دراسة مستقلة للتأكد أكثر من جدوى الشركة.
كان موريس خبيراً في الطيران، وقد بدأ مسيرته المهنية في "شركة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار" بعد أن خدم في سلاح الجوي الملكي، وكان عضواَ في الإدارة العليا أيضاً للخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيرويز" .
جمع موريس فريقاً من عشرة مدراء، وعاد إلي بخطة واضحة، وأتت الدراسة المستقلة لصالح المشروع.
قدم الفريق اقتراحات عدة لتسمية خطوطنا الجوية، بما ذلك "طيران دبي (Dubai Air)"
فأجبتهم: بِـ "لا"، نسميها "طيران الإمارات"، وأمرتهم بوضع علم دولة الإمارات العربية المتحدة على ذيل الطائرة.
ثم سألت الفريق: كم تحتاجون لإطلاق هذه الخطوط الجوية؟
قالوا: عشرة ملايين درهم.
وكان ردي: حسناً، لكنني لن أدفع فلساً إضافياً.
من اليوم الذي اتخذت فيه هذا القرار، كان أمامنا ستة أشهر لإطلاق الخطوط الجوية.
استأجرنا طائرتين من الخطوط الجوية الباكستانية، وأعدنا تجهيزهما بالكامل بما يتوافق مع شعار الشركة الجديد ومعايير خدمنها الداخلية.
ويكمل الشيخ محمد بن راشد:
جاءني فريق العمل حين كنا نستعد لإطلاق الشركة الجديدة، وقالوا لي: هل يمكننا الحصول على حماية ضد المنافسة؟
كانت إجابتي واضحة: لا، سياسة الأجواء المفتوحة تنطبق عليكم كما تطبق على الجميع.
طلبت من الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الذي يصغرني ببضع سنوات وكان قد تخرج حديثاً من الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون رئيس الشركة الجوية الجديدة.
عمل الشيخ أحمد بن سعيد مع الفريق بجدية في عطل نهاية الأسبوع، وأحياناً ليلاً من أجل تأسيس شركة طيران ذات مصداقية في الوقت المحدد للإطلاق.
شاركت في عدد من الاجتماعات وأنا أتساءل دائماً عن خططهم وأختبر أفكارهم.
وكان لشركة الطيران الجديدة أربع مسارات أولية، هي كراتشي وبومباي (مومباي حالياً) ودلهي والكويت.
وكان علينا أن نتحرك بسرعة للاستفادة من الوقت.
وبدا واضحاً بالنسبة لي أن دبي ستعتمد على أجوائها كما تعتمد على بحرها.
وفي 25 أكتوبر 1985 كنت برفقة شقيقي الشيخ مكتوم حين سافرنا على متن أول رحلة لطيران الإمارات إلى كراتشي.
وكانت حماستنا كبيرة مع أن الجميع كان مرهقاً بسبب الضغوط لتشغيل رحلات الشركة في الموعد المحدد.
كنت أعرف أن هذا مجرد بداية رحلة طويلة وصعبة.
اليوم طيران الإمارات لديها الكثير من الجوائز العالمية كأفضل ناقل جوي.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتاب "قصتي" أسست شركات لم تكن لدي أي خيرة مسبقة فيها، وسبرت أغوار مجالات لم أطرقها من قبل، واتخذت قرارات لم يتخذها أحد قبلي حسب علمي.
لكنني فعلت كل ذلك وفق مبادئ ثابتة وراسخة ورثتها عن أجدادي، مبادئ في حكم دبي، مبادئ تقوم على الانفتاح على العالم، والعدالة للجميع، وحكم القانون والمنافسة الصحية مع الجميع، وفتح المجال للجميع ليعملوا ويبدعوا ويستثمروا، من حق أي مستثمر أن ينافس أي مستثمر آخر حتى لو كان الآخر هو الحاكم أو الحكومة.
مبادئ ثابتة أثبتت نجاحها عبر أجيال.
#وثائقيات_ميدار
— Midar (@Midarnews) June 20, 2024
قصة جميلة وملهمة لتأسيس #طيران_الإمارات ..
فكيف بدأت الحكاية؟
وكيف اختير هذا الاسم للشركة؟
ومن كان مديرها الشاب المتخرج حديثاً من أمريكا؟
الإجابة تأتي في هذا الفيديو عن كتاب قصتي للشيخ محمد بن راشد pic.twitter.com/LBbysxgb1v