هوس الأكل في المطاعم.. ما علاقة وسائل التواصل الاجتماعي

Cover

ميدار.نت - دبي

شهدت ثقافة تناول الطعام في المطاعم ازدهارا كبيرا على مستوى العالم في السنوات الأخيرة، إذ تحول الأكل خارج المنزل من مجرد وسيلة لإشباع الجوع، إلى تجربة اجتماعية وثقافية تجمع بين الرفاهية والمتعة، وأصبح هوس الأكل في المطاعم انعكاسا لتغيرات اقتصادية واجتماعية عميقة.

 

هوس الأكل في المطاعم.. كيف تطورت هذه الثقافة؟

تعود جذور الأكل في المطاعم إلى العصور القديمة، حيث كانت الحانات والمطاعم تقدم وجبات للمسافرين، وفي وقتنا الحاضر، أصبحت المطاعم أماكن للتجارب الذوقية الفريدة، والفخامة، والتنافس فيما بينها لتقديم وجبات مبتكرة، عدا عن التباهي في زيارة هذا المطعم أو ذاك، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول الأمر إلى هوس الأكل في المطاعم، والذي يصعب ضبطه.

 

أسباب انتشار هوس الأكل في المطاعم

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هوس الأكل في المطاعم، وتشمل الآتي:

_ الابتعاد عن الروتين، فالأكل في المطاعم يوفر كسر روتين الطهي اليومي، فيمكن تجربة أطباق جديدة، ومطابخ مختلفة، دون تحمل عناء التحضير والتنظيف.

_ التجربة الاجتماعية، إذ يعد تناول الطعام في المطاعم فرصة للتواصل الاجتماعي، حيث يلتقي الأصدقاء والعائلات والزملاء لتبادل الأحاديث وتجديد العلاقات في أجواء مريحة وممتعة.

_ الترويج والإعلان، فالإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي يلعبان دورًا كبيرًا في تعزيز ثقافة الأكل في المطاعم، حيث تنشر صور الأطعمة الفاخرة وأجواء المطاعم الرائعة، ما يجذب الناس لتجربة هذه الأماكن.

_ الراحة والرفاهية، إذ تتيح المطاعم فرصة للراحة والاستمتاع بخدمة الزبائن الرفيعة، ما يوفر تجربة رفاهية متكاملة، فيشعر الناس بالدلال وهم يتناولون وجباتهم في بيئة خالية من الضغوط.

 

هوس الأكل في المطاعم.. ما هي الآثار الاقتصادية والاجتماعية؟

ساهم انتشار هوس الأكل في المطاعم اقتصاديا في ازدهار قطاع الضيافة والمطاعم، فأدى ذلك إلى خلق فرص عمل جديدة وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع، كما عمل على دعم الصناعات المرتبطة مثل الزراعة والإنتاج الغذائي.

أما اجتماعيا، وعلى الرغم من فوائده، فيمكن أن يؤدي الهوس الأكل في المطاعم إلى تراجع مهارات الطهي المنزلية، كما قد يتسبب في ارتفاع الإنفاق الشخصي على الطعام، ما يؤثر على ميزانيات الأسر.

 

كيف يمكن علاج هوس الأكل في المطاعم؟

يتمثل علاج هوس الأكل في المطاعم في تحقيق توازن بين التمتع بتجربة تناول الطعام خارج المنزل، والحفاظ على نمط حياة صحي ومناسب للميزانية، إليك بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في علاج هذا الهوس:

_ الوعي بالمشكلة، فالخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود إدمان على تناول الطعام في المطاعم، ويمكن أن يساعد تدوين عدد مرات تناول الطعام في الخارج والمبالغ المصروفة في إدراك مدى المشكلة.

_ التخطيط المسبق، إذ يمكن للتخطيط المسبق للوجبات الأسبوعية أن يقلل من عدد مرات الأكل في المطاعم، بالإضافة لإعداد قائمة طعام أسبوعية والالتزام بها، ما يساعد في توفير الوقت والمال.

_ تحديد الميزانية، حيث يساهم تخصيص ميزانية شهرية محددة لتناول الطعام في المطاعم في التحكم في الإنفاق، لذا يجب الالتزام بهذه الميزانية لتجنب الإفراط في الإنفاق.

_ الطهي المنزلي، فتعلم طهي الأطباق المفضلة في المنزل يمكن أن يكون بديلاً رائعًا لتناول الطعام خارجا، إذ يمكن أن يكون الطهي نشاطًا ممتعًا، ويعزز الصحة من خلال التحكم في المكونات.

_ التوعية الغذائية، حيث يعد فهم فوائد الطهي المنزلي والتغذية الصحية محفزا لتقليل الأكل في المطاعم، لذا يمكن حضور ورش عمل عن الطهي والتغذية، أو قراءة كتب ومقالات عن الأكل الصحي.

_ الأنشطة الاجتماعية البديلة، إذ ينصح بالبحث عن أنشطة اجتماعية بديلة، لا تتضمن الأكل في المطاعم، فيمكن تنظيم نزهات أو رحلات أو تجمعات منزلية مع الأصدقاء والعائلة.

_ التحكم في الرغبات، فتقليل الرغبة في تناول الطعام في المطاعم يمكن أن يتم من خلال ممارسة التحكم الذاتي، ويفضل تجربة تقنيات مثل التأمل واليوغا، لتعزيز التركيز وضبط النفس.

_ الحد من التأثير الاجتماعي، وذلك بتقليل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لتناول الطعام في المطاعم، ويمكن متابعة حسابات تعزز الطهي المنزلي والأكل الصحي بدلا عنها.

ولتجنب الآثار السلبية لهوس الأكل في المطاعم، من المهم تحقيق توازن بين تناول الطعام خارج المنزل والوجبات المنزلية، حيث يمكن أن تكون المطاعم مكانًا لتجربة الأطباق الجديدة، والاحتفال بالمناسبات الخاصة، بينما يجب أن تبقى الوجبات المنزلية جزءًا أساسيًا من الروتين اليومي للحفاظ على الصحة والميزانية.

 

أخبار قد تهمك:

ما أسباب هوس الشراء وهل النساء الأكثر إدماناً عليه

متلازمة فومو ما علاقتها بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي