كيف أثرى الاقتصاد الماركسي الفكر الإنساني.. وأين أخفق

Cover

ميدار.نت - دبي

يعد الاقتصاد الماركسي مدرسة فكرية ركزت على دور العمل في التطوير الاقتصادي، وسمي بذلك نسبة إلى الفيلسوف الألماني كارل ماركس الذي أطلق نظريته الاقتصادية في القرن التاسع عشر.

أثر الاقتصاد الماركسي على حياة العديد من الشعوب خلال القرن الماضي خصوصاً، في البلدان التي حكمتها الأنظمة الشيوعية، ولا سيما في الجانب المتعلق بإدارة الاقتصاد من قبل الحكومة وحدها. ما زال هذا الفكر سارياً في دول كثيرة، فرغم ميل بعض الاقتصاديين إلى القول إن الماركسية انتهت بانهيار الاتحاد السوفييتي، إلا أن آخرين يرونها في مرحلة تجديد وإعادة بناء.

 

أسس الاقتصاد الماركسي

ينطلق الاقتصاد الماركسي من انتقاد الاقتصاد الكلاسيكي، الذي طوره الفيلسوف الاسكتلندي آدم سميث، المنظر الأول للرأسمالية، ما يجعل الفكرين على طرفي نقيض.

يمكن إيجاز أسس الاقتصاد الماركسي فيما يلي:

_ انتقاد الأسعار المبالغ بها للعديد من السلع، فسعر السلعة، أو قيمتها، لا يعكس تكلفتها الحقيقية. أقرب مثال على ذلك ميل الكثيرين إلى ارتداء ملابس باهظة الثمن لمجرد أنها من ماركة شهيرة، رغم وجود منتجات أرخص وغير شهيرة وتماثلها في الجودة. ينطلق الاقتصاد الماركسي في هذا السياق من فكرة أن قيمة السلعة يجب أن تستمد من الوقت والجهد المبذول في صنعها.

_ السوق الحرة التي يتيحها النظام الرأسمالي تنطوي على الفوضى واستغلال العمال الذين تتضاعف أعدادهم بمرور الوقت بسبب تركز الأرباح في أيدي الرأسماليين، ما يؤدي إلى مزيد من انخفاض الأجور ويقود إلى ثورة تمنح السيطرة الاقتصادية للدولة، لا للتجار.

_ سيطرة الدولة على الاقتصاد تضمن توزيع الإنتاج بشكل مفيد للجميع، وليس لقلة مختارة، إذ يرى ماركس أن النظام الرأسمالي يجعل من طبقة معينة أكثر ثراء، لأنها تستخرج فائض القيمة من العمالة الرخيصة.

 

عيوب الاقتصاد الماركسي

أظهر الاقتصاد الماركسي عيوباً عدة في التطبيق، فأحادية التوجه والسيطرة الصارمة على مفاصل العمل والإنتاج ساهم بتكريس أسلوب وشكل عمل واحد يفتقر إلى الإبداع والمبادرة والابتكار، وانعكس ذلك فقراً في تنوع السلع في الأسواق. يمكن إيجاز هذه العيوب فيما يلي:

_ تراجع حجم إنتاج العامل بسبب غياب حافز الربح.

_ التخلف عن تحديثات السوق وصعوبة تلبية حاجات المستهلكين.

_ ازدهار اقتصاد الظل، أي الاقتصاد العامل بعيداً عن القيود والقوانين الحكومية، متمثلاً بالسوق السوداء والتهريب الذي أتاح تدفقاً غير شرعياً للبضائع من الدول الرأسمالية.

_ عدم تشجيع الإبداع والمنافسة، فطريقة العمل محددة سلفاً.

_ المركزية الشديدة التي تؤخر اتخاذ القرارات بسبب البيروقراطية.

 

مزايا الاقتصاد الماركسي

رغم العيوب الكثيرة التي شابته، إلا أن أكثر ما خلفه فكر الاقتصاد الماركسي تجلى في إثراء الفكر الاقتصادي الإنساني عموماً، وإظهار أخطاء العديد من الممارسات العملية المغايرة. يمكن تلخيص الأفكار الإيجابية للاقتصاد الماركسي بالآتي:

_ محاربة الطبقية، والسعي إلى المساواة بين الأفراد.

_ توزيع الأرباح دون غبن أي طرف من أطراف عملية الإنتاج، ما يضمن تحسناً معيشياً.

_ إرساء نظرية (الاقتصاد الكلي) بشكل متكامل، والتي تفيد الحكومات في توقع آثار ونتائج القرارات الاقتصادية على المدى البعيد، من خلال دراسة مؤشرات التضخم والبطالة والناتج المحلي الإجمالي.

 

 أخبار قد تهمك:

ما هو الاقتصاد الموجه وما علاقته بتطور السوق السوداء

الاقتصاد الكلي وتأثيره في اتخاذ القرارات الاقتصادية