فقدان حاسة التذوق.. هل يسبب التسمم الغذائي 

Cover

ميدار.نت – دبي

تعتبر حاسة التذوق من الحواس الأساسية التي تمكننا من الاستمتاع بتناول الطعام والتمييز بين النكهات المختلفة، ويلعب اللسان دوراً حيوياً في هذه العملية، حيث يحتوي على براعم التذوق التي تستقبل الإشارات الكيميائية من الطعام وترسلها إلى الدماغ لتفسيرها، وعندما تتعرض هذه الحاسة للاضطراب أو الفقدان، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد وشهيته وصحته العامة. فما أسباب فقدان حاسة التذوق؟ ذلك ما يتناوله هذا المقال. 

 

حالات فقدان حاسة التذوق

يعرف فقدان حاسة التذوق طبيًا باسم "Ageusia"، وهو حالة نادرة نسبياً تتمثل في عدم القدرة الكاملة على تذوق أي شيء، وهناك حالات أخرى أقل حدة تشمل ما يلي:

_ نقص حاسة التذوق (Hypogeusia)، وتتمثل في انخفاض القدرة على تذوق بعض أو كل النكهات الرئيسية وهي الحلو، والحامض، والمالح، والمر، والأومامي. 

_ خلل حاسة التذوق (Dysgeusia)، وهي الإحساس بطعم مستمر غير مرغوب فيه في الفم، مثل الطعم المعدني أو المر أو الفاسد، ما يؤثر على القدرة على تذوق النكهات الأخرى بشكل صحيح.

 

ما هي أسباب فقدان حاسة التذوق؟ 

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف أو فقدان حاسة التذوق، من أبرزها:

_ التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الحلق، حيث يؤدي الاحتقان والالتهاب إلى التأثير على حاسة الشم، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحاسة التذوق.

_ عدوى فيروس كورونا COVID-19، إذ يعتبر فقدان حاسة الشم والتذوق من الأعراض المميزة للإصابة بفيروس كورونا، وقد يكون العرض الوحيد في بعض الحالات.

_ إصابات الرأس، فقد تؤدي إصابات الرأس، خاصة تلك التي تؤثر على الأعصاب القحفية، إلى تلف الأعصاب المسؤولة عن حاسة التذوق والشم.

_ مشاكل الأسنان والفم، مثل التهابات اللثة، وتسوس الأسنان، وخراج الفم، حيث تؤدي هذه المشاكل إلى تغير في حاسة التذوق، أو الشعور بطعم غير طبيعي في الفم.

_ الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل بعض المضادات الحيوية، ومضادات الفطريات، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وأدوية العلاج الكيميائي.

_ نقص الفيتامينات والمعادن، مثل نقص فيتامين ب12 والزنك، حيث يلعبان دوراً في وظيفة الأعصاب الحسية.

_ التقدم في العمر، فقد تبدأ حاسة التذوق والشم في الضعف بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، وخاصة بعد سن الستين.

_ التدخين، والذي يؤثر سلباً على براعم التذوق، ويقلل من حساسيتها.

_ بعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري، والتصلب المتعدد، ومرض باركنسون، وأورام الدماغ.

_ العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة، ويمكن أن يتسبب في تلف براعم التذوق والأعصاب المرتبطة بها.

_ الزوائد الأنفية، إذ تعيق حاسة الشم، وبالتالي تؤثر على حاسة التذوق.

 

أعراض فقدان حاسة التذوق

تختلف الأعراض باختلاف نوع وشدة فقدان حاسة التذوق، وتشمل ما يلي:

_ عدم القدرة على تذوق أي شيء.

_ انخفاض القدرة على تمييز النكهات المختلفة.

_ الشعور بطعم مستمر غير مرغوب فيه في الفم.

_ تغير طعم الأطعمة المعتادة.

_ فقدان الشهية، وعدم الاستمتاع بتناول الطعام.

_ الحاجة إلى إضافة كميات كبيرة من الملح أو السكر لتحسين طعم الطعام.

 

مضاعفات فقدان حاسة التذوق

يمكن أن يؤدي فقدان حاسة التذوق إلى عدة مضاعفات تؤثر على الصحة العامة ونوعية الحياة، منها:

_ سوء التغذية، وينتج عن فقدان الشهية وعدم الاستمتاع بالطعام، ما يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية.

_ فقدان الوزن غير المقصود، نتيجة لانخفاض كمية الطعام المتناولة.

_ زيادة الوزن، بسبب محاولة تعويض فقدان الطعم عن طريق تناول أطعمة غنية بالسكر والدهون.

_ الاكتئاب والقلق، حيث يؤثر فقدان حاسة التذوق سلباً على الحالة المزاجية، والتمتع بالحياة الاجتماعية المرتبطة بالطعام.

_ زيادة خطر تناول الأطعمة الفاسدة، إذ يصعب تمييز الأطعمة الفاسدة أو منتهية الصلاحية، ما يسبب التسمم الغذائي.

_ تسمم غير مقصود، نتيجة عدم القدرة على تذوق المواد الكيميائية الضارة، أو الغازات السامة.

 

طرق علاج فقدان حاسة التذوق

يعتمد علاج فقدان حاسة التذوق على تحديد السبب الأساسي للمشكلة، ويتم بالطرق التالية:

_ علاج السبب الأساسي، فإذا كان فقدان حاسة التذوق ناتجاً عن عدوى أو حالة طبية أخرى، فإن علاج هذه الحالة قد يؤدي إلى استعادة حاسة التذوق.

_ تغيير الأدوية، في حال كانت بعض الأدوية هي السبب، فقد يقوم الطبيب بتغيير الدواء أو تعديل الجرعة.

_ الإقلاع عن التدخين، ويساعد ذلك في تحسين حاسة التذوق تدريجياً.

_ الحفاظ على نظافة الفم والأسنان، إذ يساهم تنظيف الأسنان بانتظام، واستخدام غسول الفم في التخلص من أي طعم غير مرغوب فيه، وتحسين حاسة التذوق.

_ علاج مشاكل الأنف والجيوب الأنفية، باستخدام بخاخات الأنف، أو الأدوية المضادة للهيستامين، أو الجراحة في بعض الحالات لعلاج التهاب الجيوب الأنفية أو الزوائد الأنفية.

_ مكملات الفيتامينات والمعادن، فإذا كان هناك نقص في بعض الفيتامينات أو المعادن، فقد يوصي الطبيب بتناول المكملات الغذائية.

_ تمارين حاسة الشم، في بعض الحالات، وخاصة بعد الإصابة بفيروس كورونا، يمكن أن تساعد تمارين الشم في استعادة حاسة الشم وبالتالي تحسين حاسة التذوق، وتتضمن هذه التمارين شم مجموعة متنوعة من الروائح المختلفة بانتظام، كرائحة البن والليمون.

_ العلاج الطبيعي، في حالات تلف الأعصاب، قد يساعد العلاج الطبيعي في تحفيز الأعصاب، وتحسين وظيفتها.

 

التعايش مع فقدان حاسة التذوق

قد يكون التعايش مع فقدان حاسة التذوق تحدياً صعباً، ولكن هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تحسين نوعية الحياة، وتتضمن ما يلي:

_ التركيز على الحواس الأخرى، بالاستمتاع بالطعام من خلال مظهره ورائحته وملمسه.

_ استخدام الأعشاب والتوابل، بإضافة الأعشاب والتوابل لتعزيز نكهة الطعام.

_ تجربة قوام مختلف للأطعمة، حيث يمكن أن يوفر التنوع في قوام الطعام تجربة حسية أكثر إرضاءً.

_ إضافة نكهات قوية، مثل الحمضيات أو الخل لتعزيز الطعم.

_ تناول وجبات منتظمة حتى لو لم تكن تشعر بالجوع، للحفاظ على التغذية الجيدة.

_ طلب الدعم النفسي، فإذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق بسبب فقدان حاسة التذوق، فقد يساعدك التحدث إلى معالج أو الانضمام إلى مجموعات الدعم.

_ اتخاذ احتياطات السلامة، بالتأكد من وجود أجهزة إنذار للدخان والغاز في المنزل، والتحقق من تاريخ صلاحية الطعام بعناية.

 

أخبار قد تهمك:

فقدان حاسة الشم.. هل ينتج عن نزيف الدماغ

التسمم الغذائي كيف يحصل وماهي أعراضه وهل يكون مميتاً