تعمل شركة شاومي الصينية على تطوير معالج هواتف ذكية خاص بها من تصميم الشركة، وسيبدأ الإنتاج الضخم لهذا المعالج الجديد في عام 2025، وهي خطوة تمثل تحولاً استراتيجياً لعملاق التكنولوجيا في السوق المتنامي للهواتف الذكية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل توجه عالمي نحو تعزيز الاستقلالية التقنية، خصوصاً في الصين، إذ تحث بكين الشركات المحلية على تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية وسط التوترات التجارية والتقنية مع الولايات المتحدة.
ويعكس هذا التوجه سعي شاومي لتوسيع دورها في سوق أشباه الموصلات، الذي يمثل محوراً أساسياً للتنافس التكنولوجي بين الدول.
وتعمل شاومي على تطوير مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية، إضافة إلى الهواتف الذكية، إذ استثمرت الشركة بكثافة في السنوات الأخيرة.
وأعلنت الشركة الصينية في عام 2023، عن خطط استثمارية ضخمة في قطاع السيارات الكهربائية، وتهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والاتصال الذكي لتطوير جيل جديد من السيارات المتصلة بالإنترنت.
ويشهد سوق معالجات الهواتف الذكية منافسة شديدة، إذ فشلت شركات كبرى مثل إنتل وإنفيديا في تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال، كما لم تنجح شركات صينية مثل أوبو في إحداث تأثير كبير، على الجانب الآخر، تمكنت شركات مثل أبل وجوجل من تحقيق نجاح ملموس من خلال تطوير معالجات خاصة لأجهزتها.
وتسعى شاومي التي تعتمد بشكل كبير على معالجات كوالكوم وميدياتك في هواتفها، إلى توسيع قدراتها التقنية عبر تصميم معالجاتها الخاصة، وتهدف هذه الخطوة إلى تحسين أداء أجهزتها وتعزيز تنافسيتها في سوق الهواتف الذكية الذي تسيطر عليه شركات تعتمد على معالجات كوالكوم.
وصرح رئيس مجلس إدارة شاومي، لي جون، أن الشركة ستخصص ميزانية للبحث والتطوير تصل إلى 30 مليار يوان (4.1 مليار دولار) في عام 2025، مقارنة بـ 24 مليار يوان في 2024، وستركز هذه الاستثمارات على تطوير تقنيات أساسية تشمل الذكاء الاصطناعي، تحسينات أنظمة التشغيل، وتصميم المعالجات.
وقد تواجه شاومي تحديات تنظيمية معقدة في ظل العلاقات الدولية المتوترة. الشركة تعتمد على شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) لتصنيع معالجاتها، وهي خطوة قد تعرقلها الضغوط الأميركية المتزايدة على تايوان للحد من تعاونها مع الشركات الصينية.
ويذكر أن شاومي اجتذبت كوالكوم كأحد أوائل الشركات التي تستثمر فيها خلال الفترة الأولى لإطلاقها.
وقد عملت شاومي بشكل وثيق مع شريكتها الأميركية لتطوير رقائق هواتفها الذكية، لكن توجهها الحالي يعكس رغبتها في تحقيق استقلالية تقنية أكبر، مما يتيح لها تحسين تصميم المعالجات المخصصة لإدارة الطاقة والأداء الرسومي.
وتخطط شاومي لاستخدام تجربتها الجديدة في تصميم المعالجات لدعم تطوير سياراتها الكهربائية الذكية، لتستفيد منها في تطوير معالجات هواتفها.
ويمثل دخول الشركة إلى قطاع السيارات المتصلة محاولة لتعزيز تنوعها التجاري، وتقليل تأثير العقوبات الدولية المحتملة على أعمالها، وقد بدأت الشركة هذا المسار بعد العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على الشركات الصينية، والتي تم رفعها لاحقاً.