ميدار.نت - كاليفورنيا

أظهرت أبحاث حديثة في مجال الأعصاب نتائج مهمة حول اضطرابات التحكم في المثانة لدى الناجين من السكتات الدماغية، وكشفت فحوصات متطورة للدماغ عن اختلافات جوهرية في النشاط العصبي بين الأصحاء والمرضى الذين يعانون من هذه المشكلة.

توصل فريق بحثي من جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن ما يقارب أربعة أخماس المرضى يصابون بسلس البول مباشرة بعد التعرض للسكتة الدماغية، بينما تستمر هذه المشكلة عند نحو 40% منهم لمدة تصل إلى عام كامل، ويعود ذلك حسب الدراسة إلى تلف المسارات العصبية المسؤولة عن تنظيم عملية التبول.

وأجرى الباحثون سلسلة من الفحوصات باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي لمراقبة نشاط الدماغ أثناء عمليات التبول، ولاحظوا ضعفاً ملحوظاً في نشاط القشرة المخية عند المرضى الذين يعانون من التبول اللاإرادي، مقارنة بالأشخاص الأصحاء الذين يظهرون نشاطاً طبيعياً في هذه المناطق عند الحاجة إلى التحكم في المثانة.

يفسر الدكتور يفجيني كريدين، رئيس الفريق البحثي، هذه الظاهرة بأن السكتة الدماغية تؤدي إلى تعطيل الدوائر العصبية المسؤولة عن الإحساس بامتلاء المثانة والقدرة على التحكم في عملية التبول. مما ينتج عنه فقدان المريض للسيطرة على هذه الوظيفة الحيوية.

تفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة للعلاج، حيث يمكن تطوير أساليب علاجية تعتمد على تحفيز مناطق محددة في الدماغ، إما عبر تقنيات التحفيز المغناطيسي غير الجراحية أو عن طريق أدوية خاصة تعمل على تنشيط الدوائر العصبية المتضررة.

وتشكل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق للآليات العصبية التي تنظم وظائف المثانة، مما قد يؤدي إلى تحسين جودة الحياة لملايين الناجين من السكتات الدماغية حول العالم.