ميدار.نت – دبي

تنشأ تكيسات الكلى عندما تتكون جيوب أو أكياس دائرية مملوءة بالسوائل على سطح الكلية أو داخلها، وقد تكون هذه التكيسات بسيطة وغير ضارة، أو مرتبطة بأمراض أكثر خطورة تؤثر على وظائف الكلى، وتختلف فيما بينها في الحجم والعدد، وقد تظهر في كلية واحدة أو الكليتين معاً. 

أنواع تكيسات الكلى 

ثمة نوعان رئيسيان من تكيسات الكلى، هما:

_ تكيسات الكلى البسيطة، وهي النوع الأكثر شيوعاً، وعادة ما تكون غير ضارة ولا تسبب أي مشاكل، وغالباً ما يتم اكتشافها بالصدفة أثناء إجراء فحوصات تصويرية لأسباب أخرى.

_ داء الكلى متعدد الكيسات، وهو اضطراب وراثي يتسبب في نمو العديد من التكيسات في الكليتين، ما يؤدي إلى تضخمهما وتقليل قدرتهما على العمل بشكل صحيح، ويمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى الفشل الكلوي.

ما هي أسباب تكيسات الكلى؟ 

لا يزال السبب الدقيق لتكون تكيسات الكلى البسيطة غير واضح في معظم الحالات، وتلعب بعض العوامل دوراً في ظهورها، بما في ذلك:

_ التقدم في العمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة بتكيسات الكلى البسيطة مع التقدم في العمر.

_ انسداد الأنابيب الكلوية، إذ يؤدي انسداد الأنابيب الصغيرة داخل الكلى التي تجمع البول إلى تكوين التكيسات.

_ ضعف في جدران الأنابيب الكلوية، فقد تتكون أكياس صغيرة في مناطق ضعيفة من هذه الأنابيب، وتتجمع فيها السوائل تدريجياً.

أما بالنسبة للنوع الثاني من تكيسات الكلى، وهو داء الكلى متعدد الكيسات، فينتج عن طفرات جينية تنتقل غالباً من الآباء إلى الأبناء، وهو النوع السائد، أو قد تحدث طفرات عشوائية في حالات نادرة، كداء الكلى متعدد الكيسات المتنحي، حيث يجب أن يحمل كلا الوالدين الجين المصاب لينتقل إلى الطفل.

أعراض تكيسات الكلى

في كثير من الحالات، لا تسبب تكيسات الكلى البسيطة أي أعراض عندما تكون صغيرة، وفي حال كبرت التكيسات أو أصيبت بالعدوى أو نزفت، فقد تظهر الأعراض التالية:

_ ألم في الظهر أو الجانب، حيث يكون الألم خفيفاً أو حاداً، وقد يزداد إذا انفجر الكيس.

_ ألم في الجزء العلوي من البطن.

_ تورم أو انتفاخ في البطن.

_ كثرة التبول.

_ حدوث بيلة دموية، وهي وجود دم في البول.

_ بول داكن اللون.

_ حمى وقشعريرة، في حالة الإصابة بعدوى.

وتشمل الأعراض الإضافية في داء الكلى متعدد الكيسات ارتفاع ضغط الدم، وصداع، وتضخم الكليتين، وفشل النمو في الأطفال المصابين بالنوع المتنحي من تكيسات الكلى.

مضاعفات تكيسات الكلى

على الرغم من أن تكيسات الكلى البسيطة نادراً ما تسبب مشاكل، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات في بعض الحالات، مثل:

_ عدوى الكيس، حيث يمكن أن تصاب التكيسات بالبكتيريا، ما يؤدي إلى الحمى والألم.

_ انفجار الكيس، فقد يسبب انفجار الكيس ألماً شديداً في الظهر أو الجانب، ودماً في البول.

_ انسداد تدفق البول، إذ يضغط الكيس الكبير على الحالب ويمنع تدفق البول الطبيعي، ما يؤدي إلى تورم الكلية.

_ تأثير على وظائف الكلى، ففي بعض الحالات، خاصة مع مرض الكلى متعدد الكيسات، يمكن أن تؤدي التكيسات إلى تلف أنسجة الكلى وتقليل وظائفها، ما قد يتطور إلى الفشل الكلوي.

_ ارتفاع ضغط الدم، يعتبر ارتفاع ضغط الدم من المضاعفات الشائعة لداء الكلى متعدد الكيسات، ويمكن أن يزيد من تلف الكلى.

_ تكون حصوات الكلى.

_ تكيسات في أعضاء أخرى، ففي داء الكلى متعدد الكيسات، قد تتكون تكيسات في الكبد والبنكرياس وأعضاء أخرى.

علاج تكيسات الكلى

يعتمد علاج تكيسات الكلى على نوع التكيسات، وحجمها، والأعراض التي تسببها، والمضاعفات المحتملة، ويتم العلاج بالطرق التالية:

_ تكيسات الكلى البسيطة، ففي معظم الحالات، لا تحتاج تكيسات الكلى البسيطة إلى علاج، خاصة إذا كانت صغيرة ولا تسبب أي أعراض، وقد يوصي الطبيب بالمراقبة الدورية باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من عدم نمو التكيسات أو ظهور أي مشاكل.

_ العلاج في حالة ظهور أعراض أو مضاعفات، حيث يتم بتصريف الكيس، فإذا كان الكيس كبيراً ويسبب ألماً أو يضغط على الأعضاء المجاورة، فقد يقوم الطبيب بتصريفه عن طريق إدخال إبرة طويلة عبر الجلد إلى الكيس وسحب السائل، وفي بعض الأحيان، يتم حقن مادة كيميائية في الكيس لمنع عودة تكون السائل.

_ الجراحة، ففي حالات نادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة كيس كبير يسبب مشاكل، أو إذا كان هناك اشتباه في وجود ورم. 

_ علاج العدوى، فإذا أصيب الكيس بعدوى، يتم العلاج بالمضادات الحيوية.

_ داء الكلى متعدد الكيسات، لا يوجد علاج شاف له، ويركز العلاج على إدارة الأعراض والمضاعفات، وإبطاء تقدم المرض، ومنع الفشل الكلوي. يشمل العلاج السيطرة على ضغط الدم باستخدام الأدوية والنظام الغذائي قليل الملح، وإدارة الألم، وعلاج التهابات المسالك البولية.

_ غسيل الكلى أو زراعة الكلى، في حالة حدوث الفشل الكلوي.

التعايش مع تكيسات الكلى

يمكن للأشخاص المصابين بحالة تكيسات الكلى، وخاصة داء الكلى متعدد الكيسات، اتخاذ خطوات للمساعدة في التعايش مع حالتهم، والحفاظ على صحة الكلى قدر الإمكان كما يلي:

_ اتباع نظام غذائي صحي، ويشمل تقليل تناول الملح والصوديوم، وشرب كمية كافية من الماء.

_ مراقبة ضغط الدم بانتظام، واتباع تعليمات الطبيب للسيطرة عليه.

_ تجنب الأنشطة الشاقة، والتي قد تعرض الكليتين للخطر.

_ المتابعة المنتظمة مع الطبيب، لإجراء الفحوصات اللازمة ومراقبة حالة الكلى.

_ الحصول على الدعم النفسي، فقد يكون التعايش مع مرض مزمن أمراً صعباً، لذا فإن الحصول على الدعم من العائلة والأصدقاء أو مجموعات الدعم يمكن أن يكون مفيداً.

_ إبلاغ الطبيب عن أي أعراض طارئة، مثل الألم، أو الحمى، أو تغيرات في البول.

أخبار قد تهمك:

داء الكلى متعددة الكيسات كيف تتعايش معه وهل له علاج

الفشل الكلوي.. هل ينتج عن التهابات المسالك البولية

شارك الخبر