ميدار.نت - دبي

تُبنى شخصية الفرد من خلال المهارات الحياتية التي يمر بها خلال سنوات الطفولة والبلوغ، والتي تكوّن الشخصية وما ستكون عليه مستقبلا، ومن أهم هذه المهارات تقدير الذات عند الأطفال. ويعتبر دعم الأهل للأبناء واحترام آرائهم، ومحبتهم وتفهمهم للطفل مفتاح ذلك.

ما أهمية تقدير الذات عند الأطفال؟

يعبر مفهوم تقدير الذات عند الأطفال عن مدى ثقة الطفل بنفسه، وتقبله لها، وشعوره بالإيجابية تجاه ذاته، وإحساسه بأهميتها، واحترامه لها.

وينمو تقدير الذات عند الأطفال في مراحل العمر المبكرة، فشعور الطفل بالثقة، والكفاءة، والقوة بشكل إيجابي يجعله أكثر قدرة على العطاء، وتكوين الصداقات، والإحساس بشكل أكبر بالأمان، والمحبة، والسعادة، ويمنحه المرونة الكافية للتعامل مع الصعوبات، ومواجهة ضغوط الحياة، والهزائم التي يمكن أن يتعرض لها مستقبلا.

خطوات بناء تقدير الذات عند الأطفال

يمكن بناء تقدير الذات عند الأطفال باتباع خطوات عديدة، من أبرزها:

_ تعزيز التواصل الإيجابي مع الطفل، وذلك بالتعبير الدائم عن تقديرك لإنجازاته، والتركيز على الجهود المبذولة أكثر من النتيجة النهائية.

_ تشجيع التجارب، فعند مواجهة الطفل للتحديات الجديدة، والتغلب عليها، سيبعث ذلك شعورا بالثقة بنفسه وقدراته.

_ تحمل المسؤولية، وإشعاره بأنه قادر على القيام بالأشياء بمفرده، وذلك بمنح الطفل فرصة لاتخاذ القرارات البسيطة، وتحميله بعض المسؤوليات المناسبة لعمره، ما سيكسبه مزيدا من الثقة.

_ تطوير المهارات الشخصية، بالسماح للطفل بالاكتشاف والتعلم بمفرده، مع تقديم الإرشاد والدعم، وعندما يحقق التقدم، سيرتفع مستوى تقديره لذاته.

_ تعزيز الإحساس بالانتماء، وذلك بإشراكه في الأنشطة الاجتماعية، كالأندية الرياضية، أو الفرق الثقافية أو الفنية، ما يشعر الطفل بانتمائه إلى مجموعة إيجابية، ينال فيها اهتمام ودعم الآخرين.

_ تعزيز مواجهة الفشل، بتعويد الطفل على النظر إلى الفشل كشيء إيجابي، وأنه جزء طبيعي من عملية النمو والتعلم، وفرصة لاكتساب مهارات وتحسين الذات.

_ تعليم الطفل أن تقدير الذات ينبع من النفس الداخلية، وليس على ما يقومون به من أفعال، فمثلا إذا فشل الطفل في اجتياز أحد الامتحانات، لا يعني ذلك أنه فاشل، بل يعني أنه لم يقم بالتحضير كما يجب، ولا بأس إن شعر بالإحباط تجاه العلامة المنخفضة، ولكن لا يجب أن يغضب من نفسه بسبب تحصيله هذه العلامة.

_ توفير الدعم العاطفي والمعنوي باستمرار، وتحفيز الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون تقييد.

تقدير الذات عند الأطفال.. ما هي أسباب تدني تقدير الذات؟

بعد التعرف على كيفية بناء تقدير الذات عند الأطفال، يفضل التعرف على أسباب تدني تقدير الذات ليتم تجنب حدوثها، وتتضمن ما يلي:

_ غياب دعم الوالدين للطفل، وعدم مشاركته أنشطته وإنجازاته.

_ ردود الفعل الغاضبة والمبالغ بها عند ارتكاب الطفل أي خطأ، ما يقلل ثقته بنفسه، ويجعله يتردد في تجربة أشياء جديدة.

_ مقارنة الطفل مع إخوته، أو أقرانه.

_ تقييم الطفل بناء على تحصيله الدراسي فقط.

_ المدح الزائد للطفل، ما يسبب شعوره بالإحباط عند قيامه بفعل لم يتلق المديح عليه.

_ الإفراط في حماية الطفل، ما يجعله يظن بأنه غير قادر على إنجاز المهام بمفرده.

_ نقد الذات أمام الطفل من قبل الأهل، كأن تشتكي الأم من مظهرها أمامه، أو فشلها في مهمة معينة.

_ اتباع أسلوب الترهيب والتخويف إن لم ينجز الطفل مهامه.

_ التنمر على الطفل، وانتقاد شكله أو تصرفاته باستمرار.

_ تعنيف الطفل، مثل شتمه بألفاظ نابية، أو ضربه، أو تعنيف أحد الوالدين للآخر، ما سيشكل صدمة له، ويقلل ثقته بنفسه وبمحيطه.

أخبار قد تهمك:

أنشطة ما بعد المدرسة.. كيف تنمي شخصية الطفل

الطفل بعمر 12 سنة .. لماذا على الوالدين الابتعاد عن الترهيب

شارك الخبر