أعلن مسؤولون صحيون في نيجيريا عن تفشي مرض التهاب السحايا في ولاية كيبي شمال غرب البلاد، مما أدى إلى وفاة 26 شخصًا على الأقل.
وتأتي هذه الحالات وسط ارتفاع في عدد الإصابات المشتبه بها، حيث تم تسجيل 248 حالة حتى الآن، وفقًا لموسى إسماعيل، مفوض الصحة بالولاية.
أكد إسماعيل أن المرض ينتشر بشكل ملحوظ في ثلاث مناطق بالولاية، وهي جواندو وجيجا وأليرو. وأشار إلى أن الأعراض الأولية للمرض تشمل الحمى الشديدة، والصداع الحاد، وتيبس الرقبة، وهي علامات تنذر بالخطر وتستدعي التدخل الطبي العاجل.
وتم إرسال 11 عينة من الحالات المشتبه بها إلى المختبر المرجعي الوطني في أبوجا للتحليل. وأظهرت النتائج الأولية سلبية عينتين، بينما لا تزال 9 عينات أخرى قيد الفحص.
التهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وغالبًا ما ينتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. ينتقل المرض عبر الرذاذ التنفسي من خلال السعال أو العطس، أو عن طريق الاتصال المباشر كالقبلات، خاصة في الأماكن المزدحمة أو ذات التهوية السيئة.
للتعامل مع التفشي، قامت حكومة ولاية كيبي بتوزيع الأدوية الضرورية على المناطق المتضررة، كما تم إنشاء مراكز عزل بالتعاون مع منظمة "أطباء بلا حدود"، بالإضافة إلى ذلك، أصدرت ولاية سوكوتو المجاورة تحذيرًا صحيًا بعد تأكيد حالات إصابة بالمرض.
في سياق متصل، كانت نيجيريا أول دولة في العالم تطلق لقاح "من 5 سي في" العام الماضي، وهو لقاح ثوري يُعتقد أنه سيحد من انتشار التهاب السحايا. يأتي ذلك في إطار الجهود العالمية لمكافحة هذا المرض الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في مناطق عديدة من أفريقيا.
يُذكر أن نيجيريا شهدت العام الماضي أكثر من 1700 حالة إصابة بالتهاب السحايا، تسببت في وفاة أكثر من 150 شخصًا في سبع ولايات، مما يجعلها واحدة من البؤر الرئيسية لانتشار المرض في القارة الأفريقية.
تُبذل الجهود حاليًا لاحتواء التفشي ومنع انتشار المرض إلى مناطق أخرى، مع التركيز على زيادة الوعي الصحي وتحسين إجراءات الوقاية.