بدأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في استخدام الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي كجزء من حملته الانتخابية.
وتتضمن هذه الظاهرة، التي يطلق عليها البعض "فوضى الذكاء الاصطناعي"، نشر صور مبالغة وغير واقعية لترامب، مثل صورته وهو يمتطي أسد أو يظهر في أدوار مختلفة مثل جندي في الحرب العالمية الثانية أو راعي بقر.
ومنذ مارس 2023، استخدم ترامب الصور المعدلة عبر "فوتوشوب" لعرض نفسه في مشاهد درامية ومتنوعة، وذلك في محاولة واضحة للحفاظ على اهتمام وتفاعل مؤيديه.
وأصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحاً مع تزايد شعبية نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أظهرت مهارة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حملتها.
ووفقاً لجون كروس، مديرة "برنامج الصحافة الوثائقية" في "جامعة كولومبيا"، فإن هدف ترامب من هذه الاستراتيجية هو التأكيد على حضوره في الساحة السياسية وإثبات جاذبيته.
وتفسر كروس أن ترامب، في انتخابات 2016، كان يحصل على ردود فعل قوية من وسائل الإعلام الليبرالية، ولكن الآن يبدو أن حملته تستخدم صور الذكاء الاصطناعي لجذب الانتباه بشكل غير تقليدي.
وإلى جانب ذلك، يرى المعلق الاجتماعي باتريك جونز، المعروف على الإنترنت باسم "السيد جونز إكس"، أن ترامب يستهدف من خلال هذه الصور تعزيز ولاء قاعدته الحالية بدلاً من جذب ناخبين جدد.
ويشير إلى أن هذه الصور قد تكون لها تأثير كبير على جمهور محدد، خصوصاً عبر منصات مثل "إكس" و"تروث سوشيال".
وتزامن هذا الاهتمام المتزايد بالصور المولدة بالذكاء الاصطناعي مع تصاعد المخاوف في الكونغرس بشأن استخدام هذه التقنية في الانتخابات.
وقدمت السيناتورة إيمي كلوبوشار مشروعي قانونين في مارس الماضي لمعالجة قضايا التزييف العميق وتعزيز الشفافية في الإعلانات السياسية المعدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي.