من يرى رفاهية الحياة وتوفر الخدمات بيسر في الإمارات ودول الخليج اليوم.. قد يصعب عليه تخيل المشاق والمعاناة التي كابدها جيل الآباء والأجداد..
فكيف كانوا يكسبون رزقهم؟ وكيف أمنوا مياه الشرب؟ وتكيفوا مع الأجواء المناخية القاسية؟
باطن البحر كان أساس الغذاء.. لذلك كان تجفيف الأسماك المصدر الأول لمؤونة العام.
أما الحصول على الماء فكان عملاً شاقاً مع ندرة المياه الصالحة للشرب، وكانت العيون والقلوب معلقة ببائع الماء أو "الهاوي" الذي يحرص على المرور أولاً ببيوت الميسورين للحصول على الثمن الأعلى.
أفواج أسراب الجراد الغازية كانت تأتي على الكلأ.. تربك الحياة وتزيد المعاناة.
جداتنا وأمهاتنا وقفن يداً بيد مع الرجال في رحلة البحث عن العيش الكريم وتأمين ما يسد الرمق.. فعملن حتى في الحدادة والبيع بالأسواق.
الاعتماد على السمك بالغذاء لم يمت بالأمر اليسير الذي قد يظنه الكثيرون اليوم.. فقد كان الصيد مهنة المتاعب.
أما التنقل بين الإمارات فكان رحلة عسيرة على الرمال والطرق غير المعبدة.. ولطالما اضطر المسافرون للمبيت ليلاً في الطريق بسبب غرز عجلات السيارات في الرمال.. أو انهمار الأمطار.
حياة شاقة لم تمنع الناس من السعادة والابتسامة.. وإتقان أعمالهم بصناعة القرقور بحرفية ومهارة ملفتتين.
مراكب وسفن البحر كانت سر التواصل والتنقل والتجارة والأمل.. والأطفال حرصوا منذ نعومة أظافرهم على تعلم ركوب البحر مستخدمين قوارب صغيرة من صنعهم.. ليتدربوا ويكونوا مؤهلين في شبابهم لخوض مياه البحر رمز الرجولة.. وكسب رزقهم منه.
كما كانو تجاراً ماهرين وصادقين بالفطرة.. فاكتسبوا الثقة والاحترام والسمعة الطيبة قبل لقمة العيش.
ومع تطور البنى التحتية والشوارع في بداية السبعينات ظهرت حافلات التنقل بين المدن كمهنة حديثة أسست لمزيد من الانفتاح والتكامل.
حياتهم الصعبة جعلتهم يدركون قيمة العلم كطريق لمستقبل أفضل.. فشجعوا أولادهم وبناتهم عليه.. وعلى ممارسة الفنون بأشكاها.
واليوم يكمل جيل الأبناء والأحفاد مسيرة النهوض والتطور بعزيمة وتقدير لما قدمه آباؤهم لنا.
#وثائقيات_ميدار
— Midar (@Midarnews) June 15, 2024
هكذا عاش آباؤنا في الخليج.. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة #عيد_الأضحى_المبارك
من فريق منصة ميدار pic.twitter.com/rlgI3IJh7S