يصل المرء وهو يتبع رحلته الروحية في هذه الحياة كي يبحث عن رسالته. وكثيرون من الأدباء قد كتبوا عن رحلة الذات. سواء في رواية (الخيمائي) أو في (قواعد العشق الأربعون)، وكذلك في كتاب (الإنسان والبحث عن المعنى).
هي بلا تتابعات أو اختيارات، هي البحث عن السؤال والوجهة مسيرًا رغماً عنك، ستغيب ملامح وتظهر أخرى، ثم تعلم بأنك في مرحلة التسليم التي رضي بها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه الذبيح حين أسلما الأمر لله تعالى في ذلك!
السفر هو تنقل بين قاطرة وأخرى، بين ألم وفقد.. فأنت تسافر بالتجارب والمشاعر بين كتاب وفلسفة ومفهوم.. وستجد نفسك تارة منتميًا وتارة هاربًا. رغم حدة التحديق بك ولكنك ما عدت تبالي بالحكم والتقييم من الآخرين، لأنك ممتلئ بفهم رحلتك ونفسك، ومشغول للوصول لتلك التنهيدة التي تجعلك صامتًا متبعًا الرحلة.. وتعلمك أنك لم تكتف ولن تكتفي..
وهناك نوعان من البشر الذين تأخذهم أرواحهم وتأمرهم بالهدوء والسكون والاستقرار، وبالكثير من العزلة أيضًا، لأن ملامح البشر وأصواتهم وحركاتهم وسكناتهم هي وعثاء بشر تشتت الطريق وتضيع بوصلة وجهة الرحلة..
والبعض يجد نفسه رحالاً من أرض إلى أرض في بحث عن ذواته الأخرى.. ستنقبض مشاعره عند أرض ما حين تطأ قدماه سهولها.. وأرض أخرى يشتاق المكوث على صدرها ويحن دومًا لها كلما غادر ملامحها المشرقة.
لا أحد سيدلك في هذه الحياة لكن ثمة من سيوجهك وحينها عليك أن تكون مستقبلاً لمفاجآت الطريق كما يقال..
وتذكر في خضم ذلك أن تتمسك بزمام المشاعر، فاهدأ، واستنشق تجارب الرحلة.