نجح علماء في رصد وجوه أجنّة وهم يتناولون الطعام في بطون أمهاتهم، ولاحظوا أن الجنين يبتسم حين يتذوق الجزر، لكن يتغير الحال ويعبس عندما تأكل الأم اللفت والكرنب، ويبكي عندما تكون الوجبة خضروات خضراء.
واستخدم باحثون في جامعة "دورهام" موجات فوق صوتية رباعية الأبعاد لـ100 امرأة حامل، بعد 20 دقيقة من تناول أقراص مليئة إما بمسحوق الجزر أو الكرنب، وفق ما أوردته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
استنشاق أو ابتلاع
وبينت أن الدراسة التي نُشرت في مجلة "فيزيولوجيكال ساينس"، هي الأولى في العالم التي تبحث في كيفية تفاعل الأجنة مع التذوق والشم قبل ولادتها.
وخلصت إلى أن الأجنة تتذوق نكهة طعام أمهاتهم عن طريق استنشاق أو ابتلاع السائل الأمنيوسي في الرحم.
ويمكن أن تعني نتائج الدراسة أن الأمهات قادرات على التأثير على تفضيلات ذوق أطفالهن قبل ولادتهم، وتشجيعهم على تناول الطعام الصحي وتجنب "الانزعاج من الطعام".
التعرض المتكرر
وقالت بيزا أوستون، التي قادت البحث: "دراستنا هي الأولى التي شاهدت ردود الفعل هذه قبل الولادة، كان من المدهش حقا رؤية تفاعل الأطفال الذين لم يولدوا بعد مع نكهات الكرنب أو الجزر أثناء الفحص ومشاركة تلك اللحظات مع الوالدين".
من جانبه، قال البروفيسور جاكي بليسيت، المؤلف المشارك في البحث: "يمكن القول إن التعرض المتكرر للنكهات قبل الولادة قد يؤدي إلى تفضيلات تلك النكهات التي تم اختبارها بعد الولادة".
النكهات في الرحم
وأضاف: "بعبارة أخرى، قد يعني تعريض الجنين لنكهات غير مرغوبة بشكل عام، مثل الكرنب، الاعتياد على تلك النكهات في الرحم".
وختم بالقول: "الخطوة التالية هي فحص ما إذا كانت الأجنة تظهر استجابات أقل سلبية لهذه النكهات بمرور الوقت، مما يؤدي إلى قبول أكبر لتلك النكهات عندما يتذوقها الأطفال لأول مرة خارج الرحم".