نجح "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار" في تقديم حلول مبتكرة لإحدى أكبر التحديات التي تواجه العلماء منذ عقود، وهي كيفية تلقيح السحب لزيادة هطول الأمطار بشكل آمن دون الإضرار بالتوازن البيئي.
وأعلن البرنامج عن استخدام مادة "كلوريد الصوديوم/ ثاني أكسيد التيتانيوم" (NaCl/TiO) المعروفة باسم (CSNT)، وهي مادة استرطابية تحتوي على مكونين رئيسيين، وتعد الإمارات الدولة الوحيدة عالميًا التي تعتمد على هذه المادة في عمليات تلقيح السحب.
وبدأ استخدام هذه التقنية بعد إنجاز البرنامج دراسات مكثفة في عام 2017 أثبتت عدم تأثير هذه المادة على البيئة.
وقادت البروفيسورة ليندا زو، أستاذة البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية في جامعة خليفة، مشروعاً بحثيّاً رائداً لتطوير هذه التقنية باستخدام تكنولوجيا النانو، بعد أن وجدت أن العديد من المواد التقليدية المستخدمة في تلقيح السحب تعمل بتقنيات قديمة وأقل فعالية.
وحاز المشروع على براءة اختراع عالمية، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
وأظهرت الدراسات أن استخدام كمية قليلة من مادة (CNST) خلال عمليات تعديل الطقس لا يؤثر سلباً على السحب، إذ تنتج العواصف في شبه الجزيرة العربية ما متوسطه مليون متر مكعب من مياه الأمطار.
وكما أن كمية المادة المستخدمة تتراوح بين 200 إلى 1000 غرام، وهي أقل بكثير من حدود التعرض الآمن، مما يضمن سلامة البيئة.
وتسهم هذه التقنية في زيادة كفاءة هطول الأمطار في المناطق الجافة، مما يوفر مورداً حيوياً
للزراعة والمياه ويعزز النظام البيئي، دون أي تأثيرات سلبية على البيئة أو الصحة العامة.