ميدار.نت – دبي
تعتبر زراعة الرحم إجراءً طبياً مبتكراً يمنح الأمل للنساء اللاتي يعانين من مشاكل في الرحم، تمنعهن من الحمل والإنجاب بشكل طبيعي.
فما هي الأسباب التي تستدعي زراعة الرحم، وما فوائد هذه العملية، ومخاطرها المحتملة؟ ذلك ما يوضحه هذا المقال.
تلجأ النساء إلى زراعة الرحم في حالات محددة تمنع وجود رحم وظيفي لديهن، وتشمل هذه الحالات ما يلي:
_ غياب الرحم الخلقي، أي ولادة المرأة بدون رحم.
_ استئصال الرحم، حيث يتم إزالة الرحم جراحياً نتيجة لأسباب طبية مثل الأورام الليفية الكبيرة، أو النزيف الحاد غير المنضبط، أو بعض أنواع السرطان.
_ تشوهات الرحم الشديدة، كالرحم وحيد القرن، فوجود تشوهات خلقية في شكل الرحم أو وظيفته، تمنع الحمل أو استمرار الحمل بشكل طبيعي.
_ متلازمة أشرمان الشديدة، وهي تندب داخل تجويف الرحم يؤدي إلى انسداده، ويمنع انغراس البويضة أو نمو الجنين.
تعتبر زراعة الرحم بمثابة نافذة أمل لتحقيق حلم الأمومة للنساء اللاتي يعانين من العقم الرحمي المطلق، ومن أبرز الفوائد الرئيسية لهذه العملية ما يلي:
_ إمكانية الحمل والولادة، إذ تتيح زراعة الرحم للمرأة فرصة الحمل بجنينها ونموه داخل رحمها، ومن ثم الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية.
_ تجربة الأمومة الكاملة، حيث تمنح المرأة تجربة الحمل بكل مراحلها والتواصل الجسدي مع جنينها، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بالوسائل الأخرى مثل تأجير الأرحام.
_ تحسين الصحة النفسية، فغالباً ما تعاني النساء المصابات بالعقم الرحمي من ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، ويمكن لزراعة الرحم أن تساهم في تحسين حالتهن النفسية، وزيادة شعورهن بالأنوثة والقدرة على الإنجاب.
كما هو الحال في أي إجراء جراحي كبير، تنطوي عملية زراعة الرحم على بعض المخاطر المحتملة، والتي يجب مناقشتها بشكل مفصل مع الفريق الطبي قبل اتخاذ القرار، وتتضمن هذه المخاطر التالي:
_ مضاعفات ما بعد الجراحة، مثل النزيف، والعدوى، وتجلط الدم، وردود الفعل التحسسية للتخدير.
_ رفض العضو المزروع، حيث يَعتبر الجهاز المناعي الرحم المزروع جسماً غريباً وقد يحاول مهاجمته ورفضه، لذلك تحتاج المريضة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة لتقليل خطر الرفض، وقد تحمل هذه الأدوية آثاراً جانبية.
_ مضاعفات الأدوية المثبطة للمناعة، وتشمل زيادة خطر الإصابة بالعدوى، ومشاكل في الكلى والكبد، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان على المدى الطويل.
_ مضاعفات الحمل، فحتى مع نجاح عملية الزرع، قد يكون الحمل أكثر عرضة للمضاعفات مثل تسمم الحمل، والولادة المبكرة، والحاجة إلى ولادة قيصرية.
_ فشل الزرع، فقد لا ينجح الرحم المزروع في أداء وظيفته بشكل كامل، ما يستدعي إزالته في نهاية المطاف.
تعتبر عملية زراعة الرحم جراحة كبرى تتطلب فترة تعافي طويلة نسبياً، ويمكن تقسيم فترة التعافي إلى المراحل التالية:
_ فترة ما بعد الجراحة مباشرة، ففي الأيام القليلة الأولى تقضي المريضة عدة أيام في المستشفى للمراقبة وتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وقد تشعر بالألم والانزعاج، ويتم التحكم في الألم عن طريق الأدوية.
_ فترة التعافي المبكرة، وهي الأسابيع القليلة الأولى، حيث تتمكن المريضة من العودة إلى المنزل، ولكنها ستحتاج إلى الراحة وتجنب أي مجهود بدني كبير، وقد يكون هناك بعض الألم والتورم في منطقة الجراحة.
_ فترة التعافي المتوسطة، وتحتاج لعدة أشهر، وخلالها تتمكن المريضة تدريجياً من استئناف أنشطتها اليومية الخفيفة، مع ضرورة المتابعة الطبية المنتظمة لمراقبة وظيفة الرحم المزروع، والتأكد من عدم وجود علامات رفض.
_ فترة التعافي الكاملة، وقد تصل إلى عام أو أكثر، إذ يعتمد التعافي الكامل على استجابة الجسم للرحم المزروع وعدم وجود أي مضاعفات، وعلى المريضة الاستمرار في تناول الأدوية المثبطة للمناعة، والمتابعة الطبية المنتظمة.
لضمان أفضل النتائج، وتقليل خطر حدوث مضاعفات بعد عملية زراعة الرحم، من الضروري اتباع النصائح التالية:
_ الالتزام بتعليمات الفريق الطبي، عبر اتباع جميع التعليمات المتعلقة بالأدوية، والعناية بالجروح، ومواعيد المتابعة بدقة.
_ تناول الأدوية المثبطة للمناعة بانتظام، فلا يجب التوقف عن تناول هذه الأدوية، أو تغيير جرعتها إلا بعد استشارة الطبيب.
_ المتابعة الطبية المنتظمة، بحضور جميع مواعيد المتابعة المقررة لإجراء الفحوصات اللازمة، والتأكد من سلامة الرحم المزروع.
_ الحفاظ على نمط حياة صحي، باتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد استشارة الطبيب، وتجنب التدخين والكحول.
_ الحذر من علامات العدوى، إذ يجب الانتباه لأي علامات تدل على وجود عدوى مثل الحمى، والاحمرار، والتورم، والإفرازات غير الطبيعية في منطقة الجراحة، وإبلاغ الطبيب فوراً.
_ تجنب المجهود البدني الشاق، من خلال تجنب رفع الأشياء الثقيلة، والقيام بالأنشطة المجهدة خلال فترة التعافي.
_ الدعم النفسي، فقد تحتاج المريضة إلى دعم نفسي وعاطفي خلال هذه الفترة، لذا من المهم التواصل مع العائلة والأصدقاء، أو طلب المساعدة من متخصص إذا لزم الأمر.
_ التخطيط للحمل، عبر مناقشة التوقيت المناسب للحمل مع الفريق الطبي بعد استقرار حالة الرحم المزروع، والتأكد من عدم وجود أي موانع.