مقال - ميدار.نت.. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

في عمر الثامنة والعشرين بعد المئة ولا يزال يقدم الجديد: وصل المؤشر الأمريكي الاشهر والأقدم، مؤشر داو جونز الصناعي، إلى مستوى قياسي جديد الأسبوع الماضي عندما تجاوز 40,000 نقطة، مما يعكس تجدد الأمل بصحة السوق بعد تقرير التضخم المبشر الذي صدر يوم الأربعاء. 

هل هو انتعاش اقتصادي ؟ على الرغم من المخاوف المتكررة من حدوث ركود فهو لم يحدث بعد، ارتفع داو جونز بنسبة 40% من أدنى مستوياته بعد الجائحة في سبتمبر 2022 وزاد بنحو 6% هذا العام. 

من بين الأسهم الثلاثين الكبرى المدرجة في مؤشر داو، أضافت شركة غولدمان ساكس أكبر عدد من النقاط (وهو مقياس موزون لقيمة السهم) إلى المؤشر منذ أن تجاوز 30,000 نقطة في نوفمبر 2020، بينما قللت سهم 3M من عدد النقاط.

وعلى الرغم من أن مؤشر داو جونز يمثل فقط 30 شركة بينما يضم مؤشر S&P أضعاف مضاعفة من عدد الشركات، فإن داو جونز يحمل أهمية كبيرة لعدة اسباب اهمها رمزيته لان الثلاثين شركة في مؤشر داو جونز هي من الشركات الرائدة والمؤثرة في مختلف القطاعات الاقتصادية. هذه الشركات غالبًا ما تعتبر مؤشراً على الأداء الاقتصادي العام، لأنها تشمل مجموعة واسعة من الصناعات. كما يعود تأسيس مؤشر داو جونز إلى نهاية القرن التاسع عشر (1896)، مما يجعله أحد أقدم المؤشرات وأكثرها متابعة في العالم.

بالمقارنة مع مؤشر S&P 500 الذي يشمل 500 شركة، يوفر مؤشر داو جونز نظرة أبسط وأكثر تركيزًا، مما يسهل على المستثمرين والمحللين فهم الاتجاهات الرئيسية في السوق.

رغم أن مؤشر داو جونز يشمل عددًا أقل من الشركات، إلا أن الشركات المدرجة فيه تمثل قطاعات كبيرة ومهمة من الاقتصاد الأمريكي وتتمتع بثقل اقتصادي كبير.

عندما يسجل مؤشر داو جونز ارتفاعًا أو انخفاضًا، فإن هذا يعتبر مؤشراً للمشاعر العامة في السوق ويحظى بتغطية إعلامية واسعة، مما يؤثر على تصورات وتوقعات المستثمرين. يعكس أداء مؤشر داو جونز، إلى حد كبير، الاتجاهات الاقتصادية الكلية بما في ذلك التطورات في البيئة التجارية والسياسية.

نظرًا لهذه العوامل، يظل مؤشر داو جونز مهمًا ومؤثرًا بالرغم من أنه لا يشمل سوى عدد محدود من الشركات مقارنةً بمؤشرات أوسع مثل S&P 500. هذه الأهمية تأتي ليس فقط من حجم الشركات التي يشملها، بل من تأثيرها الاقتصادي والرمزي في السوق.

عندما يؤدي داو جونز بشكل جيد، يميل إلى إعطاء الناس شعورًا دافئًا ومطمئنًا بأن الأمور ليست في تدهور وانهيار، إذا كانت أكبر ثلاثين شركة في العالم تحقق مكاسب، في المتوسط.

وليس داو جونز فقط. فقد سجلت مؤشرات S&P 500 وناسداك أيضًا مستويات قياسية جديدة بعد آخر أرقام التضخم، مما أدى إلى تعزيز الأجواء الإيجابية التي أثارها. 

أشاد الرئيس جو بايدن بمكاسب داو على منصة X لمحاولة جذب الناخبين و تقريب الفجوة بين تصور الجمهور لحالة الاقتصاد والواقع الفعلي له. 

بسبب تأثير التضخم على أسعار المستهلكين، يعتقد الكثير من الأمريكيين أن الأمور تسير نحو الأسوأ، ويظن البعض حتى أن الولايات المتحدة تمر بركود اقتصادي . من الواضح ان هذا ليس صحيحًا تماماً اسأل داو جونز!

&nb